تخلي اب عن رضيعة داخل مصحة اكديطال بسسب عجزه عن اداء الفاتورة

حادثة تخلي اب عن رضيعة داخل مصحة خاصة بسبب عجزه عن تسديد تكاليف العلاج ليست مجرد واقعة فردية عابرة، بل هي جرح عميق في صورة المنظومة الصحية ببلادنا. كيف يعقل ان يجد مواطن نفسه مضطرا للاختيار بين حياة فلذة كبده وبين فواتير تفوق قدرته؟
المستشفى العمومي هو الملاذ الطبيعي لكل مواطن، لكنه اليوم في نظر الكثيرين تحول الى فضاء يفتقد ابسط شروط الاستقبال والعلاج. قاعات مكتظة، معدات معطلة، اطر منهكة، ومواعيد تمتد لشهور. النتيجة ان المريض البسيط يلجأ مرغما الى المصحات الخاصة، وهناك يجد نفسه امام واقع تجاري صرف، حيث لا مكان للعاطفة ولا للانسانية الا بقدر ما تسمح به الارقام.
مثل هذه الحوادث المؤلمة تكشف الحاجة الملحة الى اصلاح جذري للمنظومة الصحية. اصلاح يعيد الاعتبار للمستشفى العمومي باعتباره مؤسسة مواطنة تضع حياة الانسان فوق كل اعتبار. المطلوب ليس فقط بناء مستشفيات جديدة، بل الاستثمار في الكرامة الانسانية، في تجهيزات حقيقية، وفي اطر طبية تحظى بالتقدير والامكانيات اللازمة لتقوم بواجبها.
لا احد يختار المرض، ولا احد يختار ان يصبح رهينة فاتورة علاج. حين يضطر اب للتخلي عن رضيعة بسبب العجز عن الاداء، فنحن جميعا مطالبون بوقفة صريحة مع انفسنا: هل نقبل ان تتحول الصحة الى سلعة يتداولها من يملك فقط؟ ام نريدها حقا دستوريا وممارسة واقعية لكل مواطن دون استثناء؟




