في عملية نوعية جديدة تؤكد فعالية التعاون الأمني بين المغرب والسنغال، تمكن المكتب المركزي لمحاربة الاتجار غير المشروع بالمخدرات (OCTRIS) في العاصمة دكار من تفكيك شبكة دولية متخصصة في تهريب المخدرات تنشط بين المغرب وغينيا بيساو مرورا بالأراضي السنغالية.
وحسب ما أوردته وسائل إعلام سنغالية، فإن العملية، التي نفذت يوم الاثنين الماضي في منطقة بيكين-تيكنوبول بضواحي دكار، أسفرت عن ضبط كميات مهمة من المواد المخدرة تقدر بعشرات الكيلوغرامات، إضافة إلى توقيف ثلاثة أشخاص يشتبه في تورطهم في أنشطة الشبكة، أحدهم يحمل الجنسيتين السنغالية والغينية البيساوية، فيما يحمل الآخران جنسية غينيا بيساو.
القضية تعود إلى مطلع الشهر الجاري، حين اكتشف مواطن سنغالي مقيم بمدينة مراكش كمية من المخدرات مخبأة داخل سخانين كهربائيين بلغ وزنها حوالي ستة كيلوغرامات. وبناء على المعلومات الدقيقة التي وفرتها المصالح الأمنية المغربية، تم إطلاق عملية تسليم مراقبة بعد استبدال المادة المحجوزة بعينة وهمية، مما مكن من تتبع مسار الشحنة والإيقاع بالمشتبه فيهم بعد وصولهم إلى السنغال.
هذه العملية المشتركة تعكس مستوى الانسجام والتنسيق الاستخباراتي الرفيع بين الأجهزة الأمنية في البلدين، كما تؤكد الدور المحوري الذي تضطلع به الأمن المغربي في مكافحة شبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود، من خلال تبادل المعلومات الدقيقة والتعاون الميداني الفعال مع نظرائه في إفريقيا وغربها على وجه الخصوص.
ويرى مراقبون أن هذا النجاح الأمني يشكل نموذجا للتعاون الإقليمي الفعّال في مواجهة التهديدات الإجرامية التي تستغل مسارات التجارة والنقل بين الدول، ويعزز صورة المغرب كفاعل رئيسي في حفظ الأمن والاستقرار داخل القارة الإفريقية.
