ترامب يشعل حرب الرسوم الجمركية : أكثر من 50 دولة تدخل على خط التفاوض وقلق عالمي من انفجار التضخم
في خطوة صادمة أعادت رسم ملامح التجارة العالمية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية موحدة بنسبة 10% على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة، مع زيادات مرتقبة إلى 20% بالنسبة للاتحاد الأوروبي و34% للصين، ابتداءً من الأربعاء المقبل.هذه الإجراءات، التي أثارت ذهول الأسواق ورفعت منسوب التوتر الاقتصادي العالمي، دفعت أكثر من 50 دولة إلى التواصل مع البيت الأبيض لفتح مفاوضات ثنائية، بحسب ما كشفه وزير المالية الأميركي سكوت بيسنت لقناة NBC. ومع ذلك، حذّر المسؤولون الأميركيون من أن هذه المفاوضات قد تمتد لأشهر طويلة، مؤكدين أن “الإصلاح التجاري لن يأتي بين عشية وضحاها بعد عقود من الممارسات غير المنصفة”.ردود غاضبة واستنفار أوروبيالصين كانت أول من ردّ بإجراءات جمركية مضادة، فيما يعقد وزراء التجارة في الاتحاد الأوروبي اجتماعاً طارئاً في لوكسمبورغ لصياغة “رد أوروبي موحّد” على ما وصفوه بالتصعيد الأميركي. في الوقت نفسه، طلبت فيتنام مهلة 45 يوماً قبل تطبيق رسوم بنسبة 46% على صادراتها، بينما يستعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقاء ترامب، لمناقشة رسوم جديدة تشمل تل أبيب.لا تأجيل ولا إعفاءاتوزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك قطع الطريق على أية آمال بالمراوغة، قائلاً على قناة CBS: “الرسوم قادمة ولا مجال لأي تأجيل”. وأضاف أن “الرئيس ترامب يفعل ذلك من أجل مستقبل الولايات المتحدة، لأجل أبنائنا وأحفادنا”.ورغم تأكيد البيت الأبيض أن روسيا وكوريا الشمالية مستثنَيتان حالياً بسبب العقوبات المفروضة عليهما، إلا أن غياب موسكو من قائمة الدول المشمولة بالرسوم أثار تساؤلات، خصوصاً في ظل مفاوضات موازية مع روسيا وأوكرانيا بشأن الحرب الدائرة هناك.شبح التضخم يلوح في الأفقورغم نفي مستشاري البيت الأبيض لأي تأثير كبير على المستهلك الأميركي، يرى خبراء الاقتصاد أن فرض هذه الرسوم سيؤدي على الأرجح إلى تسارع التضخم، وارتفاع أسعار السلع، وتباطؤ الاستهلاك الداخلي. لكن الإدارة الأميركية تبرر هذه الخطوة بأنها دفاع مشروع عن العمال الأميركيين ضد ما تعتبره “منافسة غير عادلة” من الخارج.وسط هذه الفوضى الاقتصادية العالمية، يبدو أن ترامب لا يراهن فقط على ورقة الرسوم، بل يستخدمها كأداة ضغط استراتيجية لرسم توازنات جديدة، قد تعيد تشكيل النظام التجاري العالمي لعقود قادمة.
