العالمالمغرب

المغرب وروسيا يعيدان رسم ملامح الشراكة

شهدت العلاقات المغربية الروسية خلال السنوات الاخيرة حركية ملحوظة جعلتها تدخل مرحلة جديدة عنوانها الشراكة الاستراتيجية العميقة. هذه الدينامية لم تأت من فراغ بل بنيت على تراكم من الاتفاقيات في مجالات حيوية مثل الزراعة والطاقة والتعاون الامني والعسكري، ما فتح افاقا اوسع امام البلدين

روسيا تمثل شريكا اقتصاديا مهما للمغرب خاصة في ما يتعلق بالحبوب والمنتجات الطاقية، بينما تجد المنتجات الفلاحية المغربية طريقها الى السوق الروسي بما في ذلك الحوامض والخضر. هذا التبادل يعكس مصلحة متبادلة ورغبة في تنويع الشركاء الاقتصاديين بعيدا عن التبعية لمصادر محدودة

على المستوى السياسي يحرص الجانبان على التشاور المنتظم بخصوص قضايا اقليمية ودولية، وهو ما تجسد في الاتصال الاخير بين وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره الروسي سيرغي لافروف. هذا الحوار تناول سبل تعزيز الشراكة وتطوير قنوات التفاهم في ظل التحولات الدولية الراهنة

اهمية هذه الدينامية تكمن في انها تمنح العلاقات المغربية الروسية طابعا استراتيجيا حقيقيا يتجاوز الجانب التجاري الى بناء تعاون متعدد الابعاد يشمل الامن والسياسة والثقافة. وهو ما يعكس رغبة مشتركة في تثبيت حضور اقوى على الساحة الدولية وتوسيع مجال المناورة الدبلوماسية لكل طرف

بهذا يصبح المسار المغربي الروسي نموذجا لشراكات تقوم على تنويع الخيارات والانفتاح على قوى كبرى بما يخدم المصالح الوطنية ويعزز الاستقرار الاقليمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى