العالم

اوروبا تحت وطأة النار.. موجة حر تضرب القارة وتكشف هشاشة البنى الصحية والخدماتية

اجتاحت موجة حر عنيفة عددا من دول اوروبا، تاركة خلفها سلسلة من المشاهد المقلقة والاسئلة الحارقة حول جاهزية الحكومات في مواجهة الاختلالات المناخية التي لم تعد مجرد استثناء عابر.في فرنسا، سقطت ارواح بشرية تحت وطأة الحر، بينهم عمال وسياح ومسنون لم يصمدوا امام درجات حرارة تجاوزت اربعين درجة في الجنوب والوسط. بينما عاشت باريس على وقع حرارة خانقة بلغت ثمانية وثلاثين درجة، ما دفع المستشفيات ومراكز الانقاذ الى رفع حالة التأهب القصوى.وفي ايطاليا، تحولت روما وعدة مدن كبرى الى بؤر اختناق جماعي، مع انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي، وشكاوى متزايدة من غياب تدابير استباقية. وفي سردينيا، لقي شخصان حتفهما على الشواطئ، فيما سجلت اصابات حرجة بفعل ضربات الشمس.اما المانيا، فلم تكن افضل حالا، حيث سجلت بلدة اندرنخ حرارة قاربت اربعين درجة، وسط ذهول السكان من الارقام القياسية. ورغم هذا الارتفاع، ظل الرقم الاعلى في التاريخ الالماني المسجل في يوليو قبل سنوات صامدا، دون ان يُكسر بعد.وسائل اعلام اوروبية نقلت مشاهد لمرضى ممددين في الممرات، وموظفين ينهارون داخل مكاتبهم، وانذارات صحية في اكثر من ثماني عشرة مدينة. ولم تتأخر البلديات في اطلاق التحذيرات، لكنها جاءت متأخرة امام موجة دفء تضرب بلا رحمة.هذا الصيف، لم يعد مشتعلا فقط بسبب الشمس، بل ايضا بفعل الاسئلة الساخنة التي يطرحها المواطنون: من المسؤول؟ واين الخطط؟ وهل اصبح تغير المناخ واقعا لا مفر منه؟ الاجوبة حتى الآن، غائبة كنسمة هواء في ظهيرة لاهبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى