انعقدت بمدينة هيوستن الامريكية ايام السادس والسابع من غشت 2025 اشغال منتدى الطاقة الامريكي الافريقي في خطوة تؤشر على تحول نوعي في تعامل واشنطن مع القارة السمراء. لم يعد الامر يتعلق بالمساعدات التقليدية بل بشراكات تبادلية تستند الى استكشاف فرص استثمارية واسعة في الطاقات التقليدية والمتجددة.
المنتدى جمع وزراء ومسؤولين كبار ومستثمرين من افريقيا والولايات المتحدة. النقاش ركز على استغلال موارد القارة من المعادن الحيوية مثل الليثيوم والكوبالت والنحاس، الى جانب الطاقات البديلة كالشمسية والريحية والهيدروجين الاخضر. الهدف هو الحد من الانبعاثات الكربونية وتعزيز استقلال الطاقة، مع خلق قيمة اقتصادية محلية وفرص شغل مباشرة.
المبادرة تأتي في سياق تنافس دولي محموم، حيث تتحرك قوى كبرى مثل الصين وروسيا والاتحاد الاوروبي لتوسيع نفوذها في افريقيا. غير ان الولايات المتحدة تحاول تقديم نفسها كشريك يعتمد على التفاهم وبناء علاقات طويلة المدى، عوض الاكتفاء بمنطق الربح السريع.
وشهد المنتدى توقيع اتفاقيات شملت مجالات متعددة من الطاقة والبنية التحتية والصحة والزراعة. هذه الخطوات تترجم وعيا متزايدا بان افريقيا لم تعد مجرد سوق ناشئة، بل فضاء استراتيجي قادر على جذب الاستثمارات وتوفير امدادات حيوية للصناعات المتقدمة مثل البطاريات والتكنولوجيا الكهربائية.
لكن التحدي الاكبر يبقى في تحويل الوعود الى واقع ملموس على الارض. فالمنتدى اكد ان الشراكة لن تكون مجدية اذا اقتصرت على خدمة مصالح واشنطن وحدها، بل يفترض ان تراعي اولويات التنمية الافريقية. الامر يشكل اختبارا حقيقيا لقدرة الطرفين على خلق توازن بين الاستراتيجيات الكبرى واحتياجات الشعوب المحلية.
في النهاية، المنتدى عكس بوضوح ان مستقبل الطاقة العالمي يمر عبر القارة الافريقية، وان استقرار معادلة الامداد سيظل مرتبطا بقدرة العالم على بناء شراكات عادلة ومستدامة مع افريقيا.
