المغرب

المغرب… دعمٌ فعلي لغزة بين الميدان والدبلوماسية، وصوت الشعب أقوى من شعارات الآخرين

في الوقت الذي تزدحم فيه المنصات الدولية بالشعارات والخطابات الرنانة حول غزة، يواصل المغرب تقديم دعمه للقضية الفلسطينية بشكل عملي ومتزن، يجمع بين الفعل الميداني، والموقف السياسي الفاعل، والانخراط الشعبي الواسع.

فخلال هذا الأسبوع، وتحديدًا يوم الأربعاء 11 يونيو 2025، وصلت دفعة جديدة من المساعدات الغذائية المغربية إلى قطاع غزة، بإشراف مباشر من وكالة بيت مال القدس الشريف، الذراع الميداني للجنة القدس التي يرأسها جلالة الملك محمد السادس. العملية، التي نُفّذت في صمت بعيدًا عن الأضواء، شملت توزيع 500 سلة غذائية متكاملة لفائدة الأسر الفلسطينية الأكثر تضررًا من العدوان الإسرائيلي المتواصل، عبر شراكة مع جمعيات محلية داخل القطاع المحاصر.

ويأتي هذا الدعم الإنساني امتدادًا لسلسلة من المبادرات المغربية السابقة، التي تضمنت في الأشهر الماضية إقامة مستشفى ميداني في غزة، وشحنات طبية وإغاثية وصلت إلى معبر رفح في أكثر من مناسبة، في وقت عجزت فيه بعض القوى الإقليمية عن تجاوز عتبة الشعارات.

في السياق السياسي، صوّت المغرب خلال هذا الأسبوع لصالح قرار أممي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية دون شروط أو تأخير، وهو موقف يكرّس ثبات الدبلوماسية المغربية في انحيازها للشرعية الدولية، وللحق الفلسطيني دون مزايدة ولا ابتزاز.

أما في الداخل، فقد خرج آلاف المغاربة في عدد من المدن، يوم الجمعة الماضي، في مسيرات شعبية حاشدة تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، رافعين شعارات تطالب بوقف الحرب، وفتح المعابر، وإنهاء سياسة التجويع والاستهداف الجماعي. هذه التظاهرات، التي جرت بشكل عفوي ومنظم، أكدت مرة أخرى أن القضية الفلسطينية ليست مجرد ملف دبلوماسي بالنسبة للمغاربة، بل مسألة ضمير ووجدان جماعي.

ويُقارن هذا الحضور المغربي المتكامل – شعبيًا وميدانيًا ورسميًا – مع مواقف بعض الدول التي لم تقدّم شيئًا لغزة سوى الضجيج الإعلامي، والتصريحات المستهلكة، والاستعراض الخطابي الفارغ. بل إن بعضها استخدم المأساة في غزة كوقود لتصفية حسابات سياسية، دون أن تُسجَّل لها مبادرة واحدة على الأرض، أو موقف حقيقي داخل المؤسسات الدولية.

في المحصلة، يثبت المغرب من جديد أن الدعم الصادق لا يُقاس بعدد المؤتمرات، بل بحجم الأثر الملموس على الأرض. وأن من يحمل همّ غزة لا يحتاج إلى صخب إعلامي، بل إلى فعل هادئ، ثابت، وفعّال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى