صفرو

الفيضي: “علماء المسلمين” تقف مع الشيعي إذا أصابه الأذى ومع المسيحي إذا انتهكت حقوقه، ومع الصابئي إذا استهدف في ماله..

أكّد الناطق الرسمي باسم هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد بشّار الفيضي؛ أن الهيئة قامت على أيدي علماء أفاضل وشيوخ أجلاء ورجال فكر وعقيدة ودعوة، وكانت مسيرتها حافلة بالمواقف الصعبة والتضحيات حتى خسرت الكثير من أعضائها ما بين قتل واعتقال وملاحقات.

وقال الشيخ الفيضي في كلمته التي ألقها في المؤتمر العام الثاني لهيئة علماء المسلمين؛ إن الكثير راهن على ضعف الهيئة أو زوالها أو انهيارها أمام مغريات الحياة، ولكنها بفضل الله صمدت وما تزال صامدة، يحدوها أمل بالله تعالى أن يحفها بعنايته فتبقى على هذا النحو من الثبات حتى تتحقق أهدافها أو يفارق أعضاؤها الحياة.

واستعرض الشيخ محمد بشار الفيضي جانبًا من تاريخ الهيئة ومسيرتها المباركة، مُذكّرًا أنها تأسست بعد خمسة أيام فقط من احتلال العراق لتجد نفسها أمام واقع مرير وانهيارات متلاحقة للبلد ومجتمه وقيمه، لكنها لم تفر من الزحف كما فعل كثيرون، ولم تضع يدها في يد من باع البلاد والعباد، بل سلكت الطريق الوعرة وتحملت ـ مثل بقية الشرفاء والأبناء البررة للدين والوطن ـ مسؤولية كبيرة.

وفي هذا الشأن؛ أكّد الناطق الرسمي باسم الهيئة أن ما يميز الأخيرة أنها نهضت من أجل أن تُعيد للعراق عزته وكرامته وسيادته ووحدته، فخاضت في سبيل ذلك كل غمار واقتحمت كل مقتحم؛ فهي سياسية مع السياسيين الذين يُشاركونها في هذه الأهداف، وهي مقاومة مع المقاومين، وعسكرية مع العسكريين، وإعلامية مع الإعلاميين، ودبلوماسية مع الدبلوماسيين، مشيرًا إلى أن الهيئة حيثما وجدت فرصة لخدمة قضيتها اهتبلتها وملأتها بما تستطيع.

وحول الخطاب العام للهيئة؛ أوضح الشيخ الفيضي أن الهيئة كانت وما زالت تتكلم باسم العراق ككل، وترفض الحديث بلغة الأعراق والمذاهب والأديان، موضحًا أنها تقف مع الشيعي إذا أصابه الأذى، ومع الكردي إذا شكا سوء الحال، ومع اليزيدي إذا تعر للظلم، ومع المسيحي إذا انتهكت حقوقه، ومع التركماني إذا تعرّضت حياته للخطر، ومع الصابئي إذا استهدف في ماله.

أمّا مع السُنّة الذين كان حظهم من الظلم والأذى النصيب الأوفر، وكانوا وما زالوا الهدف الأول في القتل والتشريد؛ قال الشيخ الفيضي إن الهيئة كانت وما تزال توصيهم بالصبر وتحمل الصدمة واستيعاب الكربات، مذكرة إيّاهم بماضيهم قائلة لهم لقد كنتم عبر التاريخ كبارًا، وضمانة لوحدة البلاد، والساس في البناء وتماسك المجتمع، مناشدة إيّاهم بالله عليهم أن يبقوا كبارًا ولا يغادروا هذا الموقع الجليل في هذه الحقبة المظلمة من التاريخ، معربة عن أملها بأن الله تعالى سيجازيهم بالإحسان إحسانًا ويعوضهم على صبرهم عزً وقدرًا ورفعة ومكانًا.

ومضى اليخ محمد بشار الفيضي إلى استعراض مزايا هيئة علماء المسلمين قائلاً؛ إن ما يميز هذه المؤسسة أنها تختلف عن كثر من الأحزاب والقوى الفاعلة التي حين تُقدم شيئًا في ظل هذه الظروف الصعبة تضع في حساباتها الوصول إلى السلطة والهيمنة على الحكم، ولذلك ربما تتراجع عن ثوابتها وترتكب خطايا إذا أحست بوجود غيمة في الأفق، بينما الهيئة أعلنت منذ بداية طريقها ـ وكانت تذكر بهذا الإعلان بين آونة وأخرى ـ أنها تفعل ما تفعله وتقدم ما تقدمه من سعي وتضحيات في سبيل بلدها وأهلها؛ فإنما هو انطلاقًا من واجبها الشرعي أولاً، والوطني ثانيًا، وأنها لافكر في سلطة ولا تطمع في حكم، مؤكدًا أنها ستبقى في هذه السبيل ساعية ومضحية حتى تطمئن إل بلوغ شعبها شاطئ النجاة.

وفي ختام كلمته، أوضح الشيخ الفيضي أن مؤتمر الهيئة الثاني الذي يحمل شعار (ثبات وأمل)، وقد تحلت الهيئة ومعها المخلصين من أبناء العراق بالثبات وما تزال، ولك من فضل الله عليها، ولا تنفك من الانتظار اليوم وغدًا بلوغ الأمل المنشود، وهي عازمة على مواصلة الطريق في ظل هذا الأمل.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا