أمينة أوسعيد
تتميز مدينة صفرو أو حديقة المغرب كما سماها المغفور له الحسن الثاني بطبيعة متنوعة وخلابة. تجذب إليها الزوار صيفا من المناطق المجاورة للتمتع بمياه شلالها المتدفق على مدار السنة. خصوصا ساكنة مدينة فاس الذين يفرون من موجات الحرارة المرتفعة التي تشهدها المدينة. بينما يستهوي جبل بويبلان المنتصب بشموخ شتاء، عشاق المغامرة بوشاحه الأبيض.
كما يساهم مهرجان حب الملوك الذي يعتبر شيخ المهرجانات في المغرب وتحتضنه المدينة كل سنة في جعلها منطقة جذب سياحي. إذ يتوافد عليها السياح من داخل المغرب وخارجه لتقاسم لحظات المهرجان الممتعة مع ساكنة المدينة التي تزدهر اقتصاديا خلال فترة المهرجان. ويلعب موقع صفرو الجغرافي دورا في استقطاب محبي السياحة الجبلية والإيكولوجية. حيث كنا نشاهد قديما حافلات السياح الأجانب متوقفة عند ساحة باب المقام وتصادفهم بعدساتهم بين أزقة المدينة القديمة ودروب الملاح يوثقون ذكرياتهم بين أحضان المدينة. لكن ما يحدث اليوم بمدينة صفرو يطرح الكثير من الأسئلة حول مصير السياحة بالمدينة والإقليم ككل. رغم ما يزخر به من مؤهلات.
فالزائر لمدينة صفرو حاليا لن يجد فيها شيئا مميزا يدعوه إلى زيارتها مرة أخرى ولن يجد تذكارا يشتريه يرمز إلى المدينة على غرار باقي المدن المغربية. فمجمع الصناعة التقليدية الوحيد بالمدينة لا يحتوي على منحوتات خشبية أو نحاسية أو “ديكورات” ممكن أن يحملها السائح معه هدية، تدل على تواجده يوما بمدينة صفرو.
وهذا راجع بالأساس إلى غياب استراتيجية محكمة لترويج السياحة خارج أسوار المدينة. وتشجيع السياحة الداخلية. كما يساهم غياب فنادق مصنفة أو دور للضيافة بجودة عالية تستقطب الباحثين عن هواء عليل ومنظر يسر العين في حرمان المدينة من الزوار الأجانب، وجعلها محطة عبور فقط.
تتوفر مدينة صفرو العريقة بتاريخها المتعدد الروافد على مؤهلات سياحية مهمة تجعل منها مستقبلا مزارا للسياح الأجانب والمغاربة على حد السواء. وكل ما تحتاجه التفاتة من المسؤولين عن قطاع السياحة بالمدينة لجعل منها مدينة بمقومات سياحية عالية تنافس مدنا كزاكورة وغيرها والتي تعرف شهرة ذائعة الصيت خارج المغرب وداخله.