الدرداري لمجموعة صفروبريس : دي مستورا زار جنوب إفريقيا خارج الالتزامات الأممية وربما بأمر من الكابرانات
نظمت مؤسسة صفرو برس للإعلام والتواصل لقاء لمناقشة تداعيات زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي مستورا إلى دولة جنوب افريقيا. أطر هذا اللقاء الهام الأستاذ أحمد درداري أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بجامعة عبدالمالك السعدي بتطوان ، رئيس المركز الدولي لرصد الأزمات و استشراف السياسات ، نائب عميدة كلية الحقوق بتطوان ، و منسق ماستر التدبير الاستراتيجي للسياسات العمومية الأمنية.
و قد حاوره الباحث في العلاقات الدولية عبدالعالي دمري.و قد افتتح السيد عبدالعالي دمري اللقاء بكلمة حول هذه الزيارة حيث أكد أنها بدون معنى و تهدف فقط لاستفزاز المغرب ، كما يمكن تصنيفها ضمن باقي المحاولات اليائسة من النظام الجزائري و حلفائه للمناورة و الالتفاف على قرارات مجلس الأمن ، و التلاعب بالمهام المحصورة للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ، و التي لا تعد زيارة جنوب افريقيا من بينها . و أيضا من خلال تفاعل السيد عمر هلال ممثل المغرب لدى هيئة الأمم المتحدة ، و وزير الخارجية السيد ناصر بوريطة .
على هذا الأساس يتابع السيد عبدالعالي دمري تود مؤسسة صفرو برس للإعلام والتواصل مناقشة هذه الزيارة و كيف ينظر اليها المراقبون و المحللون ، و ما هي الأبعاد المتوخاة منها ، و كذلك ماذا يمكن أن يناقشه المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة مع ساسة و ديبلوماسيي جنوب افريقيا. و لبداية هذا النقاش العام طرح عبدالعالي دمري على الأستاذ محمد درداري مسألة إحاطة عامة بالنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية انطلاقا من مقررات مجلس الأمن في الموضوع ، و مآلات و آفاق الحل بالنسبة لهذه الأزمة المفتعلة.في بداية كلمته أكد الأستاذ أحمد درداري أن موضوع الوحدة الترابية للمملكة أمر لا جدال فيه و لا يمكن القبول بأي مساومة أو مزايدة على أمر يحتل المرتبة الأولى بالنسبة للمغاربة ، ملكا و حكومة و شعبا ، أغلبية و معارضة ، أي كل مكونات المجتمع المغربي من طنجة إلى لكويرة .
و بالنسبة لزيارة دي مستورا إلى جنوب افريقيا ، فهي غير ذات موضوع كونها خارج سياق الاهتمامات الأممية لأطراف النزاع حول الصحراء المغربية ، و بالتالي فإن القرارات الأممية تحصر المشاورات و الموائد المستديرة بين أربعة أطراف لا خامس لهم ، و عليه فإن دي مستورا زار جنوب افريقيا خارج الالتزامات الأممية ، و ربما بأمر من النظام العسكري الجزائري و جنوب افريقيا ، و ربما لكون الجزائر تريد تغيير مسار القرارات الأممية ، و تخلق جديدا في النزاع ، و لكن النزاع محصور و محسوم أيضا ، لكون الواجب يقضي بتنفيذ الالتزامات الأممية بدل الاشتغال خارجها . لقد تم حسم الاختصاص الحصري للأمم المتحدة ، و بالتالي لا يمكن لأي دولة ان تتدخل في النزاع أو تبدي رأيا فيه باعتباره اختصاصا حصريا للأمم المتحدة.و تابع الأستاذ درداري ان الجزائر ربما أرادت أن تستغل علاقاتها مع ايطاليا بلد دي مستورا ، و قد تريد استغلال الصفقات التي ابرمها النظام العسكري الجزائري مع رئيسة وزراء إيطاليا ، و بهذا يمكنها الدفع ببعض الاسهامات من طرف دي مستورا حتى و إن أدى الأمر إلى فقدانه منصبه كمبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة.
و أمام هذا فإن على المغرب إثبات أنه ملتزم بالشرعية الدولية ، و بالتالي تبقى زيارة دي مستورا لجنوب إفريقيا أو أية دولة أخرى غير ذات جدوى ، و لن تغير شيئا في معطيات النزاع .
لا ننسى أن المغرب متمسك بمفاتيح الحل ما دام قد استطاع اخراج الملف من اللجنة الرابعة للأمم المتحدة المكلفة بالنظر في تقرير المصير ، الى اللجينة المكلفة بتقرير المصير السيادي فقط بمعنى إطار الحكم الذاتي الذي هو مبادرة مغربية تأخذ بها الدول و الراقية ، و بالتالي فهو مخرج للنزاع بدون غالب ولا مغلوب .
أما بالنسبة للنظام الجزائري فهو اليوم متورط كونه تخلى عن حقوق الشعب الحقيقية و اتجه لصرف الملايير من مداخيل المحروقات لاستغلال النزاعات و ترك الشعب دون تنمية حيث تتقدم جنوب افريقيا كثيرا على الجزائر في موضوع التنمية ، ولكن أيضا لا دخل لجنوب افريقيا في هذا الموضوع لأنها أولا ليست طرفا فيه ، و ثانيا لكونها دولة حديثة تعود نشأتها لسنة 1994 و عمرها أصغر من عمر الجزائر ، فما بالك بالمغرب الذي يمتد عمره لأكثر من 12 قرنا و له جغرافيات متعددة ، في حين تحرص الجزائر حدودا رسمها الاستعمار كونها نظاما عسكريا يصدر ازماته إلى الخارج من خلال تدخله في مختلف النزاعات.
و بالعودة إلى زيارة دي مستورا لجنوب افريقيا فهي محاولة لإضفاء نوع من الغموض على مسلسل التسوية المطروح وفق العناصر الثلاثة المتمثلة في الحكم الذاتي و الأطراف الأربعة و الموائد المستديرة .
من الواضح أن الغبار قد انقشع عن العديد من عناصر الغموض بفعل الدبلوماسية الناجحة للمملكة المغربية ، و هو ما دفع النظام الجزائري للهروب إلى الأمام لخلط الأوراق ، و ما دفعه لدي مستورا لزيارة جنوب افريقيا الا خطوة في هذا الاتجاه.