ثلاثي الرعب المغربي: الاستقلال، التجمع الوطني للأحرار، والأصالة والمعاصرة

في المشهد السياسي المغربي، يبرز ثلاثي الرعب الذي يجعل المواطن يتساءل أحيانا: هل نحن امام حكومة وطنية ام امام شركة متعددة الجنسية ؟ حزب الاستقلال، حزب التجمع الوطني للأحرار، وحزب الأصالة والمعاصرة، كل واحد منهم يحاول إقناعنا على طريقته، بينما الحقيقة أن الجميع اتفقوا ضمنيا على فن إرهاق المغاربة بذكاء رهيب.
خمس سنوات عجاف وهم يتبادلون الأدوار في تحد على من يقهر المواطن، ومع كل قرار، يبدو أن هدفهم الأساسي هو التأكد من أن المواطن لن يشعر بأي تحسن حقيقي. تحسين التعليم؟ الصحة؟ فرص الشغل؟ انهم خبراء في تحويل الوعود الكبيرة إلى أكوام من الكلام الجميل.
أحيانا يبدو أن الثلاثي يلتقي على مائدة واحدة ليقرر: من سيضحك على المواطن أكثر هذا الأسبوع؟ وكأنهم يشكلون جيشا سريا من “يأجوج وماجوج” السياسيين”، كأنهم جراد اتو على الاخضر واليابس، ينهبون طاقتنا وصبرنا بدل أن يبنوا مستقبلنا.لم يتركو قطاعا او فئة الا ونفدو ضربات لها، هم في سباق مع الزمن على طحن كل شيء، قبل نهاية رئاستهم، فهل ياترى تستطيع الحكومة التي تأتي بعدهم من اصلاح كوارثهم، ام انهم سيعيدو لنا التربية لخمس سنوات عجاف اخرى، انه حقا ثلاثي رعب كابوس المغاربة، اخنوش وجوقته في الهجوم الاقتصادي، عبد اللطيف وهبي وفرقته، في الدفاع القانوني، نزار بركة وقبيلته في الوساطة.
الجميل في الأمر هو أنهم محترفون في إقناعنا بأن كل شيء على ما يرام، بينما المواطن يرى الواقع بعينيه: أزمات متكررة، خدمات عمومية مهترئة، وعدد لا يحصى من الاجتماعات واللقاءات الصحفية التي لا تغير شيئا على الأرض.
النقد ليس هجوميا بلا سبب، بل محاولة لإيقاظ ضمير هؤلاء الأحزاب، التي يبدو أنها تظن أن السياسة هي لعبة شطرنج على حساب المغاربة. ربما حان الوقت أن يكتشفوا أن المواطن اليوم لم يعد يشتري هذه الخدع، وأن هناك حاجة حقيقية لإصلاحات وليس لمزيد من المسرحيات السياسية.