
البوليساريو أداة بيد النظام الجزائر: تحولت جبهة البوليساريو إلى عبء ثقيل يثقل كاهل النظام الجزائري، بعدما كلفته تدهور علاقاته مع دول كبرى مثل إسبانيا، فرنسا، والإمارات العربية المتحدة. وبات هذا الكيان الانفصالي مصدرًا لمزيد من العزلة والانتقادات الدولية التي تواجهها الجزائر بسبب سياساتها الخارجية المرتبكة.
في خطوة غير مسبوقة، كشفت تقارير عن عرض قدمه النظام الجزائري للإدارة الأمريكية قبيل تنصيب الرئيس السابق دونالد ترامب، يتضمن تنازلات كبيرة لتحقيق هدف وحيد: إقناع الولايات المتحدة بالتراجع عن قرارها الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء.
ووفقًا للمعلومات المتداولة، أبدى النظام استعداده لشراء أسلحة أمريكية بقيمة 15 مليار دولار سنويًا، وتقديم دعم مالي بقيمة 500 مليون دولار لأوكرانيا، ما يمثل تخليًا عن تحالفه التقليدي مع روسيا. كما عرض تسليم ضباط من النظام السوري لجأوا إلى الجزائر، إضافة إلى خطوة مثيرة للدهشة تمثلت في استعداد الجزائر لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، على الرغم من الخطاب الرسمي الذي ينتقد إسرائيل بشدة.
أثار هذا العرض الجزائري ردود فعل مستغربة وساخرة على الساحة الدولية. ويبدو أن الهدف الوحيد للنظام كان إلغاء الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وهو مطلب وصفه مراقبون بأنه “حلم بعيد المنال”. هذه التحركات أظهرت حالة من التخبط في السياسة الخارجية الجزائرية، التي أصبحت رهينة لجبهة البوليساريو، مما دفع معارضين جزائريين إلى انتقاد النظام بشدة، مؤكدين أنه فقد الشرعية ويعيش أزمة مستمرة منذ الانتخابات المثيرة للجدل التي أوصلت عبد المجيد تبون إلى السلطة.
مع تصاعد الغضب الشعبي في الجزائر، يحاول النظام تصدير أزماته الداخلية إلى الخارج. إحدى أبرز استراتيجياته كانت تصعيد الأزمة مع فرنسا، التي يعتبرها “العدو التاريخي”. بحجة وجود “مؤامرات خارجية”، يسعى النظام إلى قمع الأصوات المعارضة وتجنب الاستجابة لمطالب الإصلاح الداخلي، في الوقت الذي يظهر فيه خطاب طموح وغير واقعي حول الهيمنة الجزائرية، مثل اعتبار فرنسا ولاية تابعة للجزائر.
تُبرز هذه التحركات افتقار النظام الجزائري إلى رؤية واضحة في سياسته الخارجية، واستمراره في المراهنة على قضايا خاسرة مثل دعم البوليساريو. وفي ظل تزايد العزلة الدولية وتصاعد التوترات الداخلية، يبدو أن النظام يغامر بمستقبل البلاد، متجاهلًا مطالب الشعب بالإصلاح والتغيير.