
في خطاب ناري من قلب مدينة صفرو، اطلق الكاتب الاول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ادريس لشكر، انتقادات لاذعة في وجه الحكومة الحالية، متهما اياها بعرقلة تنفيذ مشروع اصلاح مدونة الاسرة الذي دعا اليه جلالة الملك محمد السادس في خطابه السامي، ومعتبرا ان هذا الملف الحساس لا يحتمل المزايدات ولا التردد، لانه يهم كرامة المراة المغربية ومكانتها داخل المجتمع.
وقال لشكر ان الحكومة اظهرت مرة اخرى عجزها الواضح عن التفاعل مع التوجيهات الملكية، متسائلا بمرارة: هل تنتظر الحكومة ان تخرج النساء المغربيات الى الشوارع للاحتجاج والمطالبة بحقوقهن، على غرار ما يفعله جيل زد اليوم في ملفات اخرى؟ واضاف ان ما كشفته الاحتجاجات الاخيرة من غضب شعبي متزايد، هو دليل على ان الحكومة فقدت البوصلة، وانها اصبحت غريبة عن نبض الشارع، معتبرا ان المغرب يعيش اليوم فجوة واسعة بين الامة المغربية وحكومتها.
واوضح لشكر ان الحكومة الحالية تفتقر الى الارادة السياسية الحقيقية لاصلاح الاوضاع، وانها تشتغل بعقلية انتهازية تحاول كسب الوقت والتملص من مسؤولياتها. وقال في لهجة حادة: هذه حكومة ملتوية، تخفي نواياها الحقيقية خلف شعارات ووعود واهية، وتتعامل مع القضايا الكبرى بمنطق المراوغة والتسويف.
وفي سياق حديثه عن الاحتجاجات التي تعرفها عدة مدن مغربية، اكد لشكر ان هذه التحركات الشعبية جاءت لتكشف حجم التغول الذي تمارسه الحكومة، مبرزا ان السلطة التنفيذية تمادت في تجاهل هموم المواطنين، وفي اتخاذ قرارات اقتصادية واجتماعية اثقلت كاهل الفئات الوسطى والفقيرة. واضاف ان ما يعيشه الشارع المغربي اليوم من توتر واحتقان اجتماعي هو نتيجة مباشرة لسياسات غير عادلة، وغياب رؤية واضحة لدى من يفترض ان يدير الشأن العام.
وشدد الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي على ان الحكومة مطالبة اليوم بالاعلان عن نواياها الحقيقية، وان تكف عن التلاعب بمصير المغاربة، داعيا الى الوضوح والمصارحة امام الرأي العام. واكد ان حزبه لن يجامل ولن يصمت امام هذه الاختلالات، لانه يعتبر ان الدفاع عن مصالح الوطن والمواطنين اسمى من اي حساب سياسي او تموقع حزبي.
وختم لشكر كلمته بالتأكيد على ان المغرب يحتاج اليوم الى حكومة تمتلك الشجاعة والارادة السياسية لمواكبة التحولات التي يشهدها المجتمع، وتفعيل الاصلاحات الجوهرية التي دعا اليها جلالة الملك، مشيرا الى ان الوقت لم يعد يسمح بالمماطلة او الاختباء خلف الشعارات، لان المغاربة ينتظرون افعالا لا اقوالا.




