وباء الكوليرا يحصد أرواح العشرات في نيجيريا وسط هشاشة البنية الصحية

تشهد ولاية بوتشي شمال نيجيريا أزمة صحية خطيرة بعد تفشي وباء الكوليرا بشكل واسع، حيث ارتفعت حصيلة الوفيات إلى 58 حالة، فيما تجاوز عدد الإصابات المؤكدة 250 حالة. الوضع بات ينذر بكارثة إنسانية جديدة في بلد يواجه منذ سنوات أزمات صحية متكررة.
السلطات المحلية أعلنت استنفارها عبر لجان طوارئ صحية لمواجهة التفشي، في محاولة لاحتواء انتشار العدوى والحد من آثاره القاتلة. نائب حاكم الولاية أوال محمد جاتاو أكد أن الأولوية تتركز على تعزيز التدخلات الوقائية وتقديم العلاج العاجل للمصابين، مشيرا إلى أن الجهود الحالية تواجه عراقيل بسبب هشاشة البنية التحتية الصحية.
الأحياء الفقيرة والمناطق الريفية تعد الأكثر عرضة للخطر، إذ تعاني من نقص حاد في المياه النظيفة وغياب خدمات الصرف الصحي. هذه الظروف فتحت المجال أمام سرعة انتقال الوباء، في وقت تفتقر فيه المراكز الصحية للإمكانات الكافية لاستقبال الأعداد المتزايدة من المرضى.
تجدر الإشارة إلى أن نيجيريا عانت خلال الأعوام الماضية من موجات متكررة للكوليرا، وهو ما يعكس استمرار التحديات المرتبطة بضعف الاستثمار في القطاع الصحي وقلة الموارد المخصصة للنظافة العامة. ومع كل موجة جديدة، يجد الفقراء وسكان الأرياف أنفسهم في مواجهة مباشرة مع الوباء دون حماية كافية.
هذا التفشي الجديد يعيد إلى الواجهة ضرورة تبني مقاربة شاملة لمعالجة جذور الأزمة، تبدأ بتأمين المياه الصالحة للشرب وتحسين البنية الصحية، مرورا برفع وعي المواطنين حول طرق الوقاية، وصولا إلى دعم المستشفيات والمراكز الطبية بما يلزم لمواجهة مثل هذه الأوبئة.




