أحمد درداري لمجموعة صفروبريس : خطوة بعث دي مستورا لجنوب افريقيا محاولة من الجزائر لتحويل مسار النزاع ويجب سحب الثقة منه
مواصلة لحديثه لمجموعة صفروبريس الإعلامية أكد السيد أحمد درداري أن الجزائر تسعى من خلال خطوة إرسال دي مستورا لجنوب افريقيا إلى تحويل مسار النزاع ، و تحريفه عن العناصر الثلاثة المتمثلة في الحكم الذاتي ،الأطراف الأربعة ، و الموائد المستديرة .
بهذا تصرخ الجزائر صرخة المنهزم في محاولة منها لتفادي الجلوس إلى الموائد المستديرة في هروب إلى الأمام. غير أن الواقع يؤكد أنه مهما كانت جنسية المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ، فإن القرارات الأممية حصرت النزاع أصلا ، و تطالب الأطراف الأربعة بالجلوس إلى الموائد المستديرة ، لكون الأمر يرتبط فقط بتنزيل الحكم الذاتي .
ولهذا ليس لجنوب افريقيا ما تضيفه في الموضوع كونها أولا في اللائحة الرمادية ، و ثانيا لكونها عانت من نظام الابارتيد منذ سنة 1752 إلى سنة 1994 .
و عليه فتوجهات المغرب اليوم ، و خاصة ما تعلق منها بالعقيدة الأطلسية ، و التوجه نحو صناعة الأسلحة الدفاعية ، إضافة إلى الأسد الإفريقي الذي يخيف الأعداء ، زيادة على العلاقات الماكرو اقتصادية مع الدول الكبرى ، كلها أوراش استراتيجية غيرت مكانة المغرب .
و رغم محاولات ايطاليا وضع قدم لها في الموضوع من خلال الترويج لأطروحة معينة بواسطة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الإيطالي الجنسية ، فإن ذلك لن يعمر طويلا أمام الالتزامات الدولية للأطراف.
على أن الحل لا يمكن إلا بالجلوس إلى الموائد المستديرة و الشروع في المفاوضات لتنزيل الحكم الذاتي الذي يتطلب ترتيبات سياسية تتعلق بالإحصاء و إدماج سكان المخيمات للالتحاق باخوانهم الذين يعيشون الاستقرار و الرخاء في الصحراء المغربية .
على أن السؤال المطروح بحدة حاليا هو هل سيظل المجتمع الدولي غير مبالي بخروقات حقوق الإنسان التي ترتكب بالمخيمات الموجودة داخل التراب الجزائري حيث يتم التغاضي عن التعذيب و تجنيد الاطفال و الاغتصاب ، و كل المظاهر المسيئة للإنسانية و الموجودة بالمخيمات .
بعد هذا تدخل السيد عبدالعالي دمري موجها الحديث نحو مناورات الجزائر حيث أكد أن هذه الأخيرة كلما حصرت في الزاوية ، و تبين لها أن النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية في طريقه إلى الحل إلا و لجأت إلى المزيد من المناورات في سبيل إطالة امد النزاع ، يضاف إلى ذلك انفتاح المغرب على دول الساحل حيث وفر لها منفذا على المحيط الأطلسي .
و بناء على القرارات الأممية في الموضوع ، و ما ورد في تصريح السيد ناصر بوريطة وزير الخارجية ، فهل تأكد خطأ دي مستورا في زيارته لجنوب افريقيا.
هنا أكد السيد أحمد درداري أن دي مستورا قد تجاوز الاختصاصات الممنوحة له كممثل الأمين العام للأمم المتحدة ، لأن القرارات ذات الصلة تحصر النزاع في مجال جغرافي محدد و أطراف أربعة محددة.
و في موضوع محدد هو الحكم الذاتي ، و لا وجود لجنوب افريقيا في كل هذا.
ثم إن هناك نوعان من الشرعية الدولية ، النوع الأول المتفق عليه عالميا و هو ما يسير عليه المغرب ، و النوع الثاني من الشرعية الدولية موجود فقط عند الجزائر و خصوم وحدتنا الترابية الذين لهم عقلية تعميق النزاعات و الاستثمار في الأزمات .
فحين يقول الرئيس الجزائري أن معقل الثورات موجود في الجزائر فهو ينسى أن الثورات التي يتحدث عنها غيرت من حياة الإنسان نحو الأحسن ، عكس حال الشعب الجزائري الذي ظل يتغنى بتراث ثوري مزيف. فطبيعة النظام الشمولي تفهم الشرعية بشكل معكوس ، و من خلال معطيات كاذبة لأن النظام العسكري يسعى دائما للهروب من الحقيقة و استثمار الأزمات لكي يبقى متمسكا بالسلطة .
إن التطرف تمويل الانفصال و الإرهاب لا يدخل ضمن اختصاصات الدول الراعية للسلام بل من اختصاصات الدول المارقة التي تعيش من الفوضى .
و يمكن اعتبار خروج دي مستورا عن هذا المسار سببا لسحب ثقة الأمين العام منه و ثقة الأمم المتحدة .