اكتشاف اثري بارز يكشف عن اقدم مسجد معروف بالمغرب في موقع سجلماسة التاريخي

شهد موقع سجلماسة الاثري بمدينة الريصاني، جهة درعة تافيلالت، اكتشافا مهما يوثق لمرحلة حضارية بارزة من تاريخ المغرب الاسلامي، وذلك بعد عمليات تنقيب اثرية اشرف عليها المعهد الوطني لعلوم الاثار والتراث.
وقد مكنت هذه الاشغال من العثور على بقايا مجمع ديني يضم مسجدا شيد خلال العصر الوسيط، على مساحة تناهز 2620 متر مربع، ما يجعله من بين اقدم المساجد الموثقة تاريخيا في المغرب.
الفريق الاثري المكلف بالبحوث اكد ان تصميم المسجد المكتشف يعكس نمطا معماريا اسلاميا اصيلا، كما يشير الى وجود تجمع سكني متطور كان قائما في المنطقة، يضم عددا من السكان يقدر بحوالي 2600 نسمة.
هذا الاكتشاف يعزز من مكانة سجلماسة كحاضرة تجارية ودينية بارزة في التاريخ المغربي، ويعيد تسليط الضوء على اهميتها كحلقة وصل بين شمال افريقيا وبلدان الساحل والصحراء.
ورغم هذه الاهمية التاريخية والحضارية، الا ان المنطقة تعاني من تهميش واضح وهجرة متزايدة للسكان بسبب البطالة والجفاف. كما ان موقع سجلماسة السياحي لا يحظى بالعناية الكافية ولا يندرج ضمن رؤية تنموية شاملة، في ظل غياب مشاريع بنيوية تساهم في انعاش الاقتصاد المحلي. ويزيد الامر سوءا، الوضع المقلق للقصور والقرى العتيقة المحيطة، التي تواجه خطر السقوط والانهيار دون اي تدخل ملموس من الجهات المعنية.
الابحاث مستمرة بالموقع، وسط توقعات بكشف المزيد من المعالم الاثرية التي قد تعيد رسم خريطة التحضر الاسلامي المبكر بالمغرب.