إفران تحت الثلوج: بين فرحة الزوار والتحديات اللوجستيكية

إفران تحت الثلوج: شهدت مدينة إفران خلال الأيام الأخيرة تساقطات ثلجية كثيفة، ما جعلها قبلة مفضلة للسياح الراغبين في الاستمتاع بجمال الطبيعة الشتوية. وبينما أضفت هذه الأجواء سحرًا خاصًا على المدينة، فإنها فرضت أيضًا تحديات لوجستية كبيرة، خاصة على مستوى حركة السير والطرقات، مما استدعى تدخل السلطات المحلية لضمان السلامة المرورية.
استنفار لمواجهة الاضطرابات المرورية
مع إصدار المديرية العامة للأرصاد الجوية نشرة إنذارية من المستوى الأحمر، أعلنت فيها عن تساقطات ثلجية كثيفة مصحوبة برياح قوية تتجاوز سرعتها 60 كلم/س، بادرت المصالح المختصة إلى التحرك الفوري لمواجهة أي طارئ.
قامت المديرية الإقليمية للتجهيز والماء بتعبئة فرقها وآلياتها لإزالة الثلوج وفتح الطرقات التي أغلقتها الكتل الثلجية وضعف الرؤية، بهدف تأمين حركة المرور وضمان سلامة مستعملي الطرقات. ومن بين المحاور الطرقية التي تمت إعادة فتحها:
الطريق الوطنية رقم 13 الرابطة بين آزرو وأيت أوفلا عبر تيماهدَيت.
الطريق الوطنية رقم 8 التي تربط إيموزار بإفران.
الطريق الوطنية رقم 707 والطريق الوطنية رقم 7231 التي تربط ميشليفن بإفران وجبل هبري.
تنسيق وتدابير احترازية لتفادي المخاطر
في إطار الجهود الوقائية، عقدت السلطات المحلية اجتماعات تنسيقية لتقييم الوضع واتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامة مرتادي الطرق. وتم نشر فرق ميدانية في النقاط الأكثر تأثرًا، إلى جانب تعزيز التوعية عبر دعوة السائقين إلى:
متابعة التقارير الجوية الرسمية.
احترام إشارات المرور والتوجيهات الأمنية.
توخي الحيطة والحذر أثناء القيادة في الظروف المناخية القاسية.
بين الفرحة والإجراءات الاحترازية
رغم الظروف الصعبة التي فرضتها الثلوج، فإن فرحة الزوار لم تتأثر. تقول فاطمة محمود، زائرة قادمة من تطوان: “جئنا خصيصًا لرؤية الثلوج والاستمتاع بجمال الطبيعة. صحيح أن الكميات المتساقطة ليست كبيرة جدًا، لكن الأطفال سعداء بهذه التجربة. نحمد الله على هذه الأمطار المباركة”.
وفي تصريح آخر، فعبر محمد زلاغ عن سعادته قائلا: “لم نكن نتوقع رؤية هذا المشهد الثلجي، لكننا فوجئنا بروعة المكان. استمتعنا كثيرًا بالأجواء في هذا الشهر الفضيل، وأتمنى أن تتكرر هذه التجربة في السنوات القادمة”.
إفران.. جوهرة السياحة الشتوية بالمغرب
بفضل موقعها الفريد وجمالها الطبيعي، لا تزال إفران، الملقبة بـ”سويسرا المغرب”، من الوجهات السياحية الأكثر جذبًا خلال فصل الشتاء. وتساهم هذه الحركية السياحية في إنعاش الاقتصاد المحلي، سواء من خلال الإقبال على الفنادق والمطاعم، أو من خلال أنشطة التزلج والترفيه.
تحديات البنية التحتية أمام التساقطات الثلجية
رغم الاستعدادات التي تقوم بها السلطات لمواجهة تداعيات العواصف الثلجية، فإن بعض سكان المنطقة يطالبون بتحسين البنية التحتية وتوفير آليات إضافية للتعامل مع مثل هذه الظروف الجوية. إذ يشير البعض إلى الحاجة لمزيد من الاستثمارات في شبكات الطرق والتجهيزات الشتوية لضمان بقاء المدينة وجهة آمنة وسلسة الوصول طوال فصل الشتاء.
في النهاية، تبقى الثلوج في إفران عامل جذب رئيسي، لكنها تفرض تحديات تستوجب يقظة مستمرة من قبل السلطات والساكنة لضمان سلامة الجميع.