الرياضهالعالمالمغرب

استقدام مؤثرين أجانب للترويج للملاعب المغربية: أزمة ثقة أم استخفاف بالطاقات الوطنية؟

أثار قرار استدعاء مؤثرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء للترويج لملاعب كأس إفريقيا 2025 موجة استياء عارمة، بعدما وضع جانبا الإعلاميون المغاربة والمؤثرون المحليون الذين رافقوا على مدى سنوات مشاريع البنية التحتية الرياضية للمملكة وساهموا في إبرازها داخليا وخارجيا.

هذا التوجه اعتبر من قبل مراقبين استخفافا بقدرات الطاقات الوطنية، التي تمتلك الشرعية والخبرة والمصداقية، مقابل التعويل على أسماء أجنبية بعضها سبق أن أساء للمغرب عبر نشر محتويات مشبوهة أو تبني خطابات عدائية مرتبطة بخصوم وحدته الترابية. وهو ما يطرح تساؤلات عميقة: هل انتهى دور الصحافة المغربية؟ وهل اندثرت قيمة المؤثرين المحليين الذين طالما أشادوا بالملاعب وتتبعوا الإنجازات؟

الخطوة تثير مفارقة صارخة، إذ كيف يمكن لبلد أن يستثمر مليارات الدراهم في بنيته التحتية الرياضية، ثم يسلم مهمة الترويج لوجوه لا تحمل أي رصيد إيجابي تجاهه، في حين يتجاهل أصواتا وطنية صادقة تؤمن بعدالة قضاياه؟ هذه السياسة في الاختيار منحت الانطباع بأن المسؤولين فضلوا “الضجيج الرقمي” على حساب الثوابت الوطنية، في وقت كان الرهان يقتضي تعزيز صورة المغرب بسفراء موثوقين ومشبعين بروح الانتماء.

الأخطر أن بعض المدعوين سبق لهم أن نشروا خرائط مبتورة للمغرب أو روجوا لمواقف تتماهى مع دعاية النظام الجزائري، ما يجعل إشراكهم في حملة تسويقية بهذا الحجم خطأ استراتيجيا ينعكس سلبا على صورة البلاد أمام الرأي العام الوطني والدولي.

الخلاصة أن هذه المبادرة لم تعد مجرد نشاط تواصلي بل تحولت إلى قضية مصداقية وكرامة وطنية. الرسالة التي وصلت إلى الداخل أن هناك تفريطا في الهوية وتهاونا في السيادة، ورسالة الخارج أن المغرب يعهد بتسويق صورته لأشخاص لا يخجلون من معاداته. وهو ما يفتح النقاش حول غياب معايير واضحة في اختيار السفراء المؤقتين للبلاد، وحول ضرورة محاسبة الجهات التي منحت الامتياز لأسماء لا تستحق حتى يوم واحد من تمثيل المملكة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى