
صفرو – 1 نونبر 2025
نظمت جمعية شبكة تنمية القراءة بصفرو بشراكة مع المعهد الوطني لعلوم الاثار والتراث ندوة علمية موسعة حول موضوع “حصيلة البحث الاركيولوجي بصفرو ومنطقتها: التعرف والصيانة والتثمين والتعريف”، وذلك يوم السبت 1 نونبر 2025 بقاعة الندوات ببلدية صفرو.
هدفت الندوة الى تقييم حصيلة الابحاث الاركيولوجية المنجزة بصفرو ومناقشة وضعية المواقع الطبيعية والتراثية التي تزخر بها المنطقة، مع تقديم رؤى علمية وتوصيات عملية لتعزيز الحماية والتثمين.
المداخلات العلمية
تميزت الندوة باربع مداخلات رئيسية قدمها خبراء متخصصون، تناولوا من خلالها ابعاد التراث الاركيولوجي لصفرو وسبل الارتقاء به.
- مداخلة الدكتور عبد الجليل بوزوكار
قدم الدكتور بوزوكار مداخلة تأطيرية استعرض فيها ثلاثة محاور اساسية تتعلق بالتعريف بالتراث، وتثمينه، وصونه.
واكد ان الندوة يجب ان تنتج توصيات عملية، اهمها اطلاق مشروع شامل للابحاث الاركيولوجية في المنطقة لما تزخر به من مؤشرات تاريخية لم يتم تسليط الضوء عليها بالشكل الكافي.
كما شدد على ضرورة نشر نتائج البحث العلمي وتعميم المعرفة لتكون رهن اشارة الراي العام، مشيرا الى اهمية تنظيم ندوات اخرى حول مواقع مهملة تتطلب صيانة وحماية وتنمية.
ودعا الى انفتاح المعهد الوطني على جمعيات المجتمع المدني والجامعات وجميع الفاعلين المحليين من اجل دعم كل المبادرات التي تهدف الى تثمين التراث المادي واللامادي.
واكد في ختام مداخلته ان من اهم التوصيات الحصول على معلومات علمية موثوقة واعداد خريطة دقيقة للمواقع الاثرية بصفرو.
- مداخلة الدكتور محمد شادلي
تناولت مداخلة الدكتور شادلي تثمين البحث الاركيولوجي ودمجه في التنمية، حيث استهل مداخلته بالاشارة الى مبادرة عرض لقى اركيولوجية في نشاط مشترك مع شبكة تنمية القراءة، والتي تبين انها ذات قيمة كبيرة.
واكد ان التثمين الحقيقي لا يقتصر على البحث العلمي، بل يتطلب مشاركة المواطن ووعيه بقيمة تراثه، مستشهدا بمعطى دال مفاده ان 5 بالمائة فقط من زوار المتاحف في المغرب هم من المغاربة.
وتوقف عند الجهود التي يبذلها المعهد لتحسين علاقة المواطن بتراثه عبر التعريف والوساطة الثقافية ودمج التراث في مشاريع التنمية، لكنه اوضح ان مبادرات المجتمع المدني رغم اهميتها تبقى غير كافية.
كما اشار الى ان المغرب ما يزال يحافظ على جزء مهم من موروثه التقليدي، بما في ذلك الحرف التي ظلت مستمرة منذ قرون، وهو عامل يشجع على المزيد من الاهتمام بالتراث الوطني.
واختتم بالتاكيد على ان مبادرة الندوة مهمة ويجب توسيعها لتشمل الساكنة والجامعات ومختلف الفاعلين.
- مداخلة الدكتور المصطفى انق
قدم الدكتور انق عرضا علميا حول الموقع الاثري لزاوية سيدي بنعيسى بناء على بحث ميداني بمنطقة الواتة على ضفاف نهر سبو.
استعرض خلاله الاهمية التاريخية والاجتماعية والروحية والطبيعية لهذا الموقع، منسجما مع تعريف اليونسكو للتراث.
واكد ان الارتقاء بالموقع رهين بترميم منظومته التراثية والثقافية والطبيعية، وبالعمل على تعزيز ارتباط الساكنة بالموقع نظرا لدوره الديني والعلمي وتعليم القران.
كما شدد على ضرورة دمج الموقع في محيطه السوسيو اقتصادي وتثمينه عبر برامج تحافظ على قيمته وتضمن استدامته.
- مداخلة الدكتورة فاطمة الزهراء رفيق
تناولت الدكتورة رفيق في عرضها موقع كهف اليهودي، باعتباره فضاء ذا قيمة اثرية وتاريخية ورمزا للتعايش الذي ميز مدينة صفرو.
قدمت وصفا دقيقا لموقعه وخصائصه الجيولوجية ومكوناته، مستندة الى دراسات H. Koehler سنة 1954 وHenri Basset سنة 1920، والى ما نشر في مجلة Société Préhistorique française.
واوضحت ان الابحاث كشفت وجود ادلة اثرية وروحية كاللقى الحيوانية والبشرية، مما جعل الموقع محط اهتمام الباحثين.
لكنها نبهت الى ان الاهمال الحديث ادى الى تدهور بعض جوانبه، رغم كونه موقعا يجمع بين القيمة الاركيولوجية والاسطورة، ودعت الى تكثيف الحفريات والصيانة والتثمين.
المناقشات والتوصيات
عرفت الندوة نقاشا غنيا شدد على:
اهمية التراث الاركيولوجي لمدينة صفرو ومنطقتها
ضرورة حماية المواقع وتنميتها كرافعة للتنمية الترابية
الحاجة الى اشراك الساكنة في عمليات التعريف والتثمين
اهمية البحث الميداني والتوثيق العلمي
كما اتفق المشاركون على ان بناء مشروع شامل لحماية وتثمين التراث بصفرو يتطلب انخراط المؤسسات والسلطات الترابية والجامعات والجمعيات والمجتمع المدني.



