العالمالمغرب

القنب بين وهم العلاج وحقيقة المخاطر النفسية

القنب بين وهم العلاج وحقيقة المخاطر النفسية

أظهرت دراسة بريطانية حديثة، تعد الأكبر من نوعها، أن الأشخاص الذين يلجأون إلى تدخين القنب بغرض التخفيف من الألم أو القلق أو الاكتئاب، معرضون بشكل أكبر للإصابة باضطرابات نفسية خطيرة مثل جنون الارتياب مقارنة بمن يستخدمونه لأغراض ترفيهية.

البحث، الذي شمل أكثر من 3300 مشارك، كشف أن المكون الرئيسي في القنب، وهو مادة “تي إتش سي”، يزيد من حدة الأعراض المرتبطة بالاضطرابات الذهنية، ويضاعف احتمالات ظهور أعراض الارتياب بشكل حاد. الأخطر أن الدراسة ربطت بين الصدمات النفسية في الطفولة وبين ارتفاع مستويات الإصابة بالذهان لدى مستخدمي القنب، ما يعني أن من مروا بتجارب صادمة في صغرهم يصبحون أكثر حساسية وتأثرا بمضاعفات هذه المادة.

اللافت أن أغلب المشاركين الذين استعملوا القنب كوسيلة “طبية ذاتية” للتعامل مع الألم أو القلق أو الاكتئاب، سجلوا معدلات أعلى من الهواجس الذهانية مقارنة بغيرهم. وهو ما دفع الباحثين إلى دق ناقوس الخطر والتنبيه إلى أن الاعتماد على القنب لعلاج اضطرابات نفسية دون إشراف طبي قد يقود إلى نتائج كارثية.

الدراسة أعادت النقاش حول “التطبيع” مع استهلاك القنب بحجة فوائده العلاجية. فبينما يسوّق البعض لفكرة أنه وسيلة آمنة لتخفيف المعاناة، تؤكد الأرقام أن الأمر أخطر مما يُروّج له، وأن الخلط بين “الترويح” و”العلاج” يفتح الباب أمام زيادة الاضطرابات بدل معالجتها.

الخلاصة أن القنب ليس دواء سحريا، بل مادة قد تتحول إلى عبء نفسي خطير، خصوصا في غياب التأطير الطبي والبحث العلمي الرصين. فهل آن الأوان لإعادة النظر في خطاب “التطبيع مع الحشيش” تحت غطاء العلاج؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى