مع التغيرات التي أصبحت تطرأ لدى الكثير من المجتمعات بدون استثناء، لأن العالم أصبح قرية صغيرة.. وكل شيء أصبح معلوما لدى الجميع، ولم يعد لمصطلح “مستور” معنى في هذا الزمان، فإننا نصادف العديد من الأفراد في مجتمعنا المغربي يطالبون بالحرية الفردية وحرية المعتقد و…و… لا أذكر عدد الحريات التي سمعتها من أفواههم.. المهم ليس هذا هو موضوعنا. وإذا ما ناقشتهم أو سمعتهم يتحدثون تجدهم يستدلون بآية ( لا إكراه في الدين ) وهذه المطالب في اعتقادي مقبولة ومنطقية فكل واحد حر في ما يفعله وليس لأحد الحق في أن يفرض على شخص لا تربطه به أية وصاية أو مسؤولية شيئا حتى ولو كان الدين والدليل على ذلك ما جاء في كتاب الله عز وجل “وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ۞ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ۞” ]الآيتان 100-99من سورة يونس[ فالموضوع إذا محسوم ولا نقاش فيه في رأيهم. ولكنني أقول لهم أن الأمر ليس بهذه البساطة، وهذا لا يعني أن لهم الحق في أن يفعلوا ما يحلوا لهم، فإذا كانت ممارسة الحرية الفردية مطلبا شرعيا فبالمقابل المجاهرة والإعلان بها ليس حقا من حقوقهم ولا يمكن لهم الجهر بما يفعلون لأن ذلك يمس بحريتنا نحن كمسلمين. فقبل بضعة أيام سمعنا من يطالب بالحق في الإفطار أي الأكل في وضح النهار وسط العامة في وقت الصوم لأنه وببساطة لا يجب عليه الصوم، وقبل بضعة أشهر شاهدنا بأعيننا شبابا يمارسون ما يسمونه حريتهم على مرأى ومسمع من الجميع حيث لم يولوا ولم يراعوا اهتماما لأحد. أصحاب هذا الفكر الضيق لا يعرفون أن حرية الفرد تنتهي عند المس بحرية الآخر، فإذا كانوا ينطلقون من (لا إكراه في الدين ) ويجدون في ذلك ذريعة لفعل ما يحلوا لهم فإنهم عندما يجهرون بما يفعلون يُكرِهوننا على ارتكاب المعصية. فلابد إذن أن ننتبه لهذه المسألة وأن لا نسمح لهم في انتهاك حقنا وحريتنا أيضا ومن منطلق لا إكراه في المعصية فلنا الحق في الرد عليهم وإيقافهم عند حدهم، فهذه دعوة علها تجد آذانا صاغية من يهمه الأمر للتحرك من أجل وضع حد لمثل هذه الممارسات.