هزة أرضية خفيفة تثير قلق سكان تارجيست بإقليم الحسيمة

شهدت مدينة تارجيست الواقعة في قلب إقليم الحسيمة مساء الاحد 21 شتنبر هزة أرضية بقوة 3.2 درجات على سلم ريختر حسب ما أورده المعهد الجغرافي الوطني الاسباني. وقد تم تسجيل هذا النشاط الزلزالي في تمام الساعة العاشرة و43 دقيقة و52 ثانية ليلا بالتوقيت المحلي، على عمق يقارب 33 كيلومترا تحت سطح الأرض.
الهزة وإن كانت معتدلة من حيث القوة، فقد شعر بها سكان تارجيست والمناطق المحيطة بها، حيث تحدث بعض الأهالي عن ارتجاجات خفيفة في المنازل وإحساس بارتجاف الأرض لبضع ثوان. ورغم ذلك، لم يتم الإعلان عن أي خسائر بشرية أو أضرار مادية، وهو ما يؤكد أن الزلزال لم يتجاوز حدود الظاهرة الطبيعية العابرة.
من المعروف أن منطقة الريف، وخاصة إقليم الحسيمة، تقع ضمن نطاق جيولوجي نشط نسبيا بسبب تلاقي الصفائح التكتونية بين أوروبا وإفريقيا. وهو ما يجعلها تسجل من حين لآخر هزات أرضية متفاوتة القوة. ورغم أن أغلب هذه الاهتزازات تكون ضعيفة إلى متوسطة ولا تشكل تهديدا مباشرا، إلا أن وقعها النفسي يبقى مؤثرا لدى السكان الذين عاشوا في السابق زلازل قوية مثل زلزال الحسيمة سنة 2004.
ويرى خبراء الجيولوجيا أن مثل هذه الهزات تعتبر طبيعية وتدخل ضمن النشاط الزلزالي الدوري للمنطقة، كما أنها تساهم في تحرير جزء من الطاقة المختزنة في باطن الأرض، ما يقلل من احتمالية حدوث هزات أعنف في المستقبل القريب. ومع ذلك، يؤكد المختصون على ضرورة تعزيز ثقافة الوقاية والتأهب، سواء عبر تجهيز البنيات التحتية بمعايير مضادة للزلازل أو من خلال توعية المواطنين بإجراءات السلامة الواجب اتباعها أثناء وقوع أي هزة.
الهزة الأخيرة أعادت إلى الأذهان النقاش حول جاهزية السلطات المحلية والمجتمع المدني لمواجهة الطوارئ الزلزالية. فالتجارب السابقة أبرزت أن التدخل السريع والتنسيق بين مختلف المصالح يلعبان دورا محوريا في الحد من آثار أي كارثة محتملة.
وفي انتظار تطورات أخرى، يبقى زلزال تارجيست ليوم الاحد حدثا جيولوجيا محدود الأثر لكنه كاف لتذكير الجميع بأن المنطقة تظل دائما تحت تأثير نشاط زلزالي مستمر، الأمر الذي يتطلب يقظة دائمة واستعدادا جماعيا لمواجهة أي طارئ.