العالم

تفاقم عزلة الجزائر الدبلوماسية بعد مقاطعة تبون لقمة الجامعة العربية في القاهرة

playstore

كرونيك

تصاعد عزلة الجزائر الدبلوماسية

sefroupress

في خطوة تعكس التوتر المتزايد بين الجزائر والجامعة العربية، قرر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مقاطعة القمة العربية الطارئة المزمع عقدها في القاهرة يوم 4 مارس، احتجاجًا على ما وصفه بـ”إقصاء الجزائر من التحضيرات” و”احتكار بعض الدول العربية” لصياغة مخرجات القمة. هذا القرار يكرس عزلة الجزائر الدبلوماسية، حيث سبق أن دخلت في خلافات حادة مع عدد من الدول العربية والغربية.

غضب تبون من التهميش داخل الجامعة العربية

بحسب وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية (APS)، فإن تبون قرر عدم حضور القمة شخصيًا، وتمثيله عبر وزير الخارجية أحمد عطاف. وأشارت الوكالة إلى أن الجزائر تشعر بـ”الإحباط” نتيجة “استئثار بعض الدول العربية بالتحضيرات دون تنسيق مع بقية الأعضاء”، مما يعكس استياء النظام الجزائري من تراجع نفوذه داخل الجامعة العربية.

صدام متكرر مع الدول العربية والغربية

لم تكن الجامعة العربية سوى أحدث جهة تدخل الجزائر في صراع معها، حيث أصبحت البلاد في عزلة دبلوماسية متزايدة. فعلى المستوى العربي، لا ترتبط الجزائر اليوم بعلاقات وثيقة سوى مع تونس، التي تتعامل معها كـ”إقليم تابع”، بينما دخلت في نزاعات مفتوحة مع المغرب، مصر، والسعودية. كما أن علاقاتها متوترة مع دول الجوار في الساحل مثل مالي والنيجر.

الجزائر وفرنسا: أزمة غير مسبوقة

تفاقمت الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر وفرنسا بعد إعلان باريس دعمها لسيادة المغرب على الصحراء، واحتجاز الجزائر للكاتب الفرنسي-الجزائري بوعلام صنصال، بالإضافة إلى رفض الجزائر استقبال مواطنيها غير المرغوب فيهم في فرنسا. هذه الأزمة تذكر بما حدث مع إسبانيا، حيث تراجعت الجزائر عن موقفها بعد 19 شهرًا من القطيعة، دون تحقيق أي مكاسب.

محاولات يائسة لكسر العزلة الدولية

على المستوى الدولي، لم تفلح الجزائر في الحصول على عضوية مجموعة “بريكس” رغم محاولاتها المستمرة، إذ رفضت روسيا والصين دعم انضمامها. كما أن علاقاتها مع إيطاليا، آخر شريك أوروبي رئيسي، تواجه تحديات نظرًا لكون الحكومة الإيطالية الحالية تمثل اليمين المتطرف الذي تهاجمه الجزائر في فرنسا.

نظام جامد في عالم متغير

تعكس عزلة الجزائر فشل استراتيجيات النظام الحاكم، الذي لم يستوعب التحولات الدولية الكبرى. العقلية الدبلوماسية الجزائرية لا تزال عالقة في مرحلة الحرب الباردة، غير مدركة أن الزمن قد تغير، وأن سياسات التصعيد والقطيعة لم تعد تؤتي ثمارها.

playstore

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا