العالمالمغرب

238 سنة من الصداقة المغربية-الأمريكية: معاهدة سلام وأخوة خالدة

playstore

238 سنة من الصداقة المغربية-الأمريكية:في مثل هذا اليوم، 25 يناير 1787، تم توقيع معاهدة تاريخية بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، تُعد أقدم معاهدة للسلام والصداقة لا تزال سارية بين الولايات المتحدة ودولة أخرى. هذه المعاهدة تجسد بداية علاقة دبلوماسية متينة، بدأت في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله، الذي عُرف بحنكته الدبلوماسية وبصيرته الجيوسياسية.

شهد عهده إنجازات بارزة، منها تحرير مازاغان من السيطرة البرتغالية، تأسيس مدينة الصويرة، وإعادة بناء مدن كبرى مثل الدار البيضاء والمحمدية. تميز السلطان أيضًا بإرساء علاقات سلام مع العديد من الدول الأوروبية والإمبراطورية العثمانية.

sefroupress

من الجانب الأمريكي، جاءت المعاهدة في وقت حساس، حيث كانت الولايات المتحدة تسعى لتأكيد استقلالها بعد إعلانها التاريخي في 4 يوليو 1776، ودخولها في حرب تحرير ضد بريطانيا العظمى. في هذا السياق، اتخذ المغرب خطوة غير مسبوقة في 20 ديسمبر 1777، ليصبح أول دولة تعترف فعليًا باستقلال الولايات المتحدة.

بناءً على هذه المبادرة، أُرسل توماس باركلي كمبعوث أمريكي إلى المغرب للتفاوض حول شروط المعاهدة. في يونيو 1786، وصل إلى مراكش، حيث بدأت المفاوضات مع ممثلي السلطان لتُكتب مواد المعاهدة باللغة العربية وتُختم بخاتم السلطان.

وقّع الرئيس الأمريكي جون آدامز وتوماس جيفرسون على النسخة الإنجليزية للمعاهدة في لندن وباريس، قبل أن يصادق عليها الكونغرس الأمريكي في يوليو 1787.

المعاهدة التي أرسى دعائمها السلطان سيدي محمد بن عبد الله جددت لاحقًا في عهد السلطان مولاي سليمان عام 1795. كما شهدت العلاقات تطورًا آخر عندما قُدمت أول تمثيلية دبلوماسية أمريكية في المغرب سنة 1821، والمتمثلة في المبنى التاريخي بمدينة طنجة، الذي يعتبر أقدم ملكية دبلوماسية أمريكية خارج الولايات المتحدة.

هذه المعاهدة لم تكن مجرد وثيقة رسمية بل رمزًا لعلاقة صداقة استثنائية صمدت عبر القرون وشهدت تطورات جعلتها نموذجًا فريدًا في العلاقات الدولية.

playstore

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا