تواصل وكالة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS) بصفرو ترسيخ مكانتها كمرفق إداري نموذجي على صعيد الإقليم، من خلال مجهودات متواصلة يبذلها المدير الإقليمي والأطر العاملة داخل المؤسسة، في سبيل تحسين جودة الخدمات وتيسير ولوج المرتفقين إلى حقوقهم الاجتماعية والإدارية في ظروف مهنية وشفافة.
وقد لاحظ المرتفقون خلال الأشهر الماضية تحسناً ملموساً في مستوى الاستقبال وسرعة المعالجة، سواء تعلق الأمر بطلبات التقاعد، أو التغطية الصحية، أو تعويضات الأسرة، أو ملفات التغطية عن المرض. ويعود هذا التحول الإيجابي إلى الدينامية الجديدة التي أطلقها مدير الوكالة، عبر اعتماد مقاربة تواصلية منفتحة، تعتمد على تبسيط المساطر، وتقريب المعلومة، والإنصات لتظلمات المواطنين والتفاعل الفوري معها.
وفي هذا السياق، واجهت الوكالة خلال الأسابيع الماضية تحدياً كبيراً نتيجة تعرض المنصة الرقمية للصندوق لمحاولات قرصنة إلكترونية أثرت على عدد من الخدمات المؤتمتة، خاصة تلك المتعلقة بسحب الوثائق الإدارية عن بُعد. وقد تسبب هذا الطارئ في ضغط غير مسبوق على شبابيك الوكالة، بعد اضطرار عدد كبير من المرتفقين إلى التوجه شخصياً لطلب وثائق كانت تُستخرج سابقاً بشكل إلكتروني.
ورغم هذا الظرف الاستثنائي، أبانت الوكالة عن مرونة كبيرة في التعامل مع الأزمة، من خلال تعزيز الموارد البشرية، وتوسيع ساعات الاستقبال، وتوفير المساعدة التقنية للمرتفقين، تفادياً لأي اختلال في التزاماتهم الإدارية أو الاجتماعية.
كما ساهمت الرقمنة قبل الحادث في تسريع معالجة عدد كبير من الطلبات، حيث تم تعزيز استخدام المنصة الرقمية للصندوق (www.macnss.ma)، وتمكين المواطنين من مواكبة ملفاتهم عن بُعد، وهو ما يُنتظر أن يعود تدريجياً بعد معالجة تبعات الحادث السيبراني.
وتُعد هذه المجهودات جزءاً من التزام المؤسسة بمبادئ الحكامة الجيدة وتكريس مفهوم “الإدارة في خدمة المواطن”، كما تنسجم مع التوجهات الوطنية الرامية إلى تعميم الحماية الاجتماعية، وتسهيل استفادة كل فئات المجتمع، خاصة تلك التي توجد في وضعية هشاشة أو عدم انتظام في الدخل.