Site icon جريدة صفرو بريس

هشام جراندو بعد افلاس الادعاءات.. من مهاجمة المؤسسات الى التحريض على الشعب

يبدو ان هشام جراندو دخل مرحلة التخبط وفقدان البوصلة، بعد ان استهلك رصيده من الاكاذيب والاتهامات المجانية في حق مؤسسات الدولة. فالرجل الذي بنى حضوره على خطاب التشكيك والتحريض، عاد من جديد الى الواجهة بمحاولة فاشلة لاحياء قضيته عبر استغلال حادث عرضي لا علاقة له بما يروج له منذ سنوات

في اخر خرجاته، تحدث جراندو عن استاذة تعرضت لما اسماه “تعنيفا” من طرف بعض المواطنين في احدى جهات المملكة، محاولا كعادته تحميل الدولة المغربية المسؤولية، دون تقديم اي دليل او سياق واقعي. بل الاكثر من ذلك، تجاهل عمدا ان الاعتداء – ان صح وجوده – هو فعل فردي صادر عن مواطنين، ولا يمكن باي حال ربطه بمؤسسات الدولة او تحميله للاجهزة الامنية

فهل اصبحت الدولة، في منطق جراندو، مسؤولة حتى عن سلوكيات الافراد؟ وهل عندما يتعارك مواطنان في سوق او شارع، نحمل المسؤولية للدولة؟ ام ان جراندو يحاول يائسا استغلال اي واقعة – حقيقية او وهمية – لتبرير هجومه المتواصل على المغرب؟

الواقع ان هشام جراندو لم يعد يجد ما يروج له بعد ان افتضح كذب رواياته السابقة، وبدأت تتساقط امام الراي العام، خصوصا مع تكشف معطيات تؤكد تلاعبه بالحقائق وتضليله للراي العام، سواء داخل المغرب او خارجه

لقد تحول خطابه من مواجهة الدولة الى مواجهة الشعب نفسه، وكان كل من لا يصدقه عدو، وكل من ينتقده خائن. وهذا مؤشر خطير على عقلية اقصائية لا تعترف الا بنفسها، وتقسي الجميع بمجرد انهم لا يتماشون مع خرافاته

اليوم، وبعد ان افلس في خطابه، لم يبق امام جراندو سوى التلاعب بمشاعر الناس واستغلال اي حادث عرضي لركوب موجة جديدة من الادعاء والتضليل، ناسيا ان المغاربة اصبحوا اكثر وعيا، واقدر على التمييز بين الحقيقة والدعاية

وفي النهاية، يمكن القول ان هشام جراندو انتهى سياسيا واخلاقيا، ولم يعد يملك الا الضجيج والعناوين المستفزة، بعدما سقط قناعه وبات مجرد صوت ماجور يتحرك بايعاز من جهات خفية لا علاقة لها بمصلحة الوطن ولا بكرامة المواطنين

Exit mobile version