كشف الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء أن نتائج التشريح الطبي لجثمان الراحل سيون شمعون حريم بروخ أسيدون، أكدت أن الوفاة ناجمة عن مضاعفات تعفنية لإصابة رضية في الرأس، نتج عنها نزيف داخلي على مستوى سحايا المخ ورضوض مخية وكسر في الجمجمة، وهو ما يرجّح فرضية سقوط عرضي من السلم أثناء قيامه بأعمال تشذيب في حديقته.
وأوضح بلاغ النيابة العامة أن هذه الخلاصات تتقاطع مع المعطيات الميدانية والأدلة التقنية التي توصلت إليها الأبحاث الأولية منذ 19 غشت 2025، بعد العثور على الناشط الحقوقي في حالة إغماء داخل منزله ونقله إلى المستشفى حيث ظل في غيبوبة لأسابيع قبل أن يفارق الحياة يوم الجمعة 7 نونبر.
البلاغ أشار إلى أن التحقيقات الميدانية التي باشرتها الشرطة القضائية بأمر من النيابة العامة، لم تسجل أي مؤشرات تدل على اقتحام المنزل أو تعرضه لأي اعتداء. فقد وُجدت السيارة مركونة بالخارج، والأدوات المستعملة في البستنة مبعثرة بطريقة طبيعية بجوار سلم وأعشاب مقصوصة، في حين أظهرت تسجيلات الكاميرا أن الراحل دخل المنزل بمفرده صباح يوم السبت 9 غشت، ولم يُسجل أي دخول أو خروج آخر حتى تاريخ العثور عليه.
كما أكدت نتائج التحاليل المخبرية أن البصمات والعينات البيولوجية المرفوعة من مختلف أرجاء المنزل والأدوات المستعملة تعود للمعني بالأمر وحده، مما يعزز فرضية الحادث العرضي.
وأكد الوكيل العام للملك أن النيابة العامة ستتخذ القرار القانوني المناسب فور انتهاء جميع الأبحاث التقنية والطبية الجارية.
الراحل سيون أسيدون كان يُعد من أبرز الوجوه اليهودية المغربية المدافعة عن القضية الفلسطينية والمناهضة للتطبيع، وشارك لعقود في فعاليات ومظاهرات داعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، كما كان من الوجوه البارزة في حركة BDS بالمغرب.
رحيل أسيدون ترك أثرا كبيرا داخل الأوساط الحقوقية والثقافية، ليس فقط بسبب مواقفه الجريئة، بل أيضا لما جسده من التزام إنساني عميق بقضايا العدالة والحرية، في المغرب وخارجه.

