Site icon جريدة صفرو بريس

موجة حر خانقة تضرب جنوب اوروبا وتحذر من مستقبل مناخي اكثر تطرفا

تعاني دول جنوب أوروبا من موجة حر غير مسبوقة هذا الصيف، حيث سجلت درجات الحرارة مستويات قياسية تجاوزت 42 درجة مئوية في بعض المناطق، ما دفع السلطات الصحية الى إصدار تحذيرات عاجلة للسكان والسياح بعدم التعرض المباشر لأشعة الشمس وتفادي الانشطة الخارجية خلال فترات الذروة الحرارية.

في كل من اليونان وإيطاليا واسبانيا، تشهد المستشفيات ارتفاعا مقلقا في حالات الإصابة بضربات الشمس والإغماءات، خاصة بين كبار السن والأطفال. وقد أعلنت مصالح الإسعاف حالة الطوارئ في عدد من المناطق السياحية، في حين لجأ الكثير من السكان الى الملاجئ المكيفة والمساحات المائية هربا من القيظ الحارق.

الخبراء في مجال الارصاد الجوية حذروا من ان موجات الحر هذه لم تعد مجرد ظواهر موسمية، بل أصبحت نمطا مناخيا متكررا يعكس آثار التغير المناخي المتسارع. واشاروا إلى ان أوروبا أصبحت أكثر عرضة لظواهر جوية قصوى، مثل الحرائق والفيضانات والجفاف، بسبب ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية.

وقد تسبب هذا الارتفاع في استنزاف مخزون المياه الجوفية في العديد من المناطق، كما أدى الى تراجع الانتاج الزراعي وتلف المحاصيل، مما ينذر بتداعيات اقتصادية صعبة خلال الأشهر المقبلة. ولا تخفي الحكومات الأوروبية قلقها من تفاقم الأزمة، خاصة في ظل عدم جاهزية بعض الدول لمواجهة هذه الظواهر بشكل استباقي.

وتواجه السلطات المحلية صعوبة في تلبية حاجيات السكان المتزايدة من الكهرباء ومكيفات الهواء، بينما تشهد بعض المناطق اضطرابات في شبكات الطاقة بسبب الضغط الكبير. وقد دعت منظمات بيئية كبرى الى تسريع تنفيذ السياسات المناخية وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة الأحفورية والإسراع في الإنتقال نحو الطاقات المتجددة.

هذه الموجة الحرارية الجديدة ليست فقط إنذارا طبيعيا بل دعوة ملحة لإعادة التفكير في أنماط العيش والسياسات الحضرية والإنخراط الجاد في معركة حماية البيئة، قبل ان يصبح المشهد المناخي في اوروبا أكثر قساوة من أي وقت مضى.

Exit mobile version