في يوم الثلاثاء، الثلاثين من يناير، شهدت مدينة فاس استنفار أمني حيث قامت السلطات بإجراء اعتقالات واسعة النطاق طالت عددًا من موظفي وزارة الصحة، بالإضافة إلى حراس الأمن الخاص التابعين لشركة خاصة وآخرين.
و تمت العملية في كل من المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني والمستشفى الجهوي الغساني بفاس، بالإضافة إلى مستشفى كوكار ابن الخطيب. وكانت تلك الاعتقالات نتيجة لشبهات تتعلق بالاتجار والسمسرة في ملفات المرضى، حيث يُشتبه في توجيه عدد منهم نحو المصحات الخاصة.
وفقًا لمصادر أمنية، ننفذت عناصر الشرطة بزي مدني إنزالًا كبيرًا بشكل متزامن في المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني والمستشفى الجهوي الغساني، وذلك بناءً على تقارير جهاز الديستي حول شبهات الاتجار والسمسرة في ملفات المرضى الذين يأتون إلى المرفقين الصحيين.
و تم وضع قائمة سوداء تضم عددًا من موظفي الصحة وحراس الأمن الخاصين العاملين مع الشركة المتعاقدة لتوفير الحراسة في المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني. جرت عمليات الاعتقال بشكل واسع، حيث تم الإفراج عن بعض الحراس في نفس اليوم.
و كشفت التحقيقات الأمنية عن اشتباهات بتورط العديد من المعنيين في استغلال المرضى وتوجيههم إلى المصحات الخاصة بدلاً من المستشفيات الحكومية. كما تم توقيف طبيب عظام ومروج طبي، بالإضافة إلى ممرضة في قسم التوليد بالمستشفى الجهوي الغساني.
حيث شملت عمليات الاعتقال أيضًا حوالي 30 حارسًا من حراس الأمن الخاص الذين يعملون مع الشركة المتعاقدة في المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني. وتم تحرير بعضهم في نفس اليوم بالقرب من كلية الطب بطريق صفرو. كما تم توقيف سائق سيارة إسعاف خاصة كان يُشتبه في استخدامها لنقل المرضى من مستشفيات وزارة الصحة إلى المصحات الخاصة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه العمليات تأتي في إطار جهود مكافحة الفساد وتحسين جودة الرعاية الصحية في المغرب.