Site icon جريدة صفرو بريس

من رصاص الغدر إلى يد الإنقاذ.. المغرب يكرس ثقافة الحياة والجزائر تزرع الموت

في الوقت الذي تهتز فيه القلوب أمام مشهد إنساني لشباب مغاربة من طنجة وهم يغامرون بحياتهم لإنقاذ شاب جزائري من الغرق، تطفو على السطح واقعة أخرى مؤلمة تفضح حجم التناقض بين ثقافة الحياة وثقافة الموت. ففي وقت سابق، أقدم الجيش الجزائري على إطلاق الرصاص وقتل شاب مغربي أعزل بالقرب من الحدود، في حادثة هزت الرأي العام وأكدت أن السياسة الجزائرية تجاه المغرب لا تزال رهينة منطق العداء والكراهية.

حادث طنجة كان رسالة حضارية بليغة، حيث تحرك شباب مغاربة دون أن يسألوا عن جنسية الغريق أو مواقفه السياسية، فالأولوية عندهم كانت إنقاذ حياة إنسان. هذه الروح النبيلة تعكس القيم المغربية الأصيلة المبنية على التضامن والنجدة وحماية الأرواح، وهي قيم متجذرة في المجتمع المغربي منذ قرون.

على النقيض تماما، تكشف حادثة إطلاق النار من قبل الجيش الجزائري على شاب مغربي عن سياسة رسمية اختارت المواجهة بدل الحوار، والقسوة بدل الرحمة. فالمنطق الإنساني السليم يفرض حماية الأرواح وتجنيب المدنيين أي أذى، لكن ما وقع يفضح ذهنية ترى في المواطن المغربي عدوا حتى وهو أعزل.

هذا التباين الصارخ بين الموقفين ليس مجرد اختلاف في رد فعل أفراد، بل هو انعكاس لسياسات ومقاربات متناقضة. المغرب يمد يده دائما للتعاون وحسن الجوار، فيما تصر السلطات الجزائرية على التصعيد وتأجيج الأحقاد. وبينما يبرهن المغاربة عمليا على قيم الأخوة المغاربية، تواصل القيادة الجزائرية تغذية خطاب الانقسام وزرع العداء.

إن ما جرى في طنجة وما وقع على الحدود يضعان الرأي العام أمام سؤال جوهري: أي مستقبل يمكن أن يبنى في ظل هذا الفارق الأخلاقي والقيمي بين شعب يقدس الحياة وجار رسمي يفرط فيها بدم بارد؟

Exit mobile version