Site icon جريدة صفرو بريس

من المراقبة إلى المداهمة … تفاصيل تفكيك الخلايا الإرهابية في المغرب

 

في ظل التهديدات المستمرة التي تشكلها التنظيمات الإرهابية، يواصل الأمن المغربي استباق المخاطر من خلال عمليات استخباراتية دقيقة تستهدف تفكيك الخلايا الإرهابية قبل تنفيذ مخططاتها التخريبية. العملية الأخيرة التي أطاحت بخلية “أسود الخلافة في المغرب الأقصى”، تعكس نهجًا أمنيًا استباقيًا في التعامل مع المخاطر الإرهابية.

اعتمادًا على معلومات استخباراتية دقيقة، تمكنت السلطات الأمنية المغربية من تتبع أعضاء الخلية لمدة عام كامل، ما أتاح لها كشف تحركاتهم واستعداداتهم. عمليات التتبع والمراقبة أسهمت في تحديد أهداف الخلية الإرهابية، التي كانت تخطط لاستهداف منشآت حيوية داخل المملكة. وأسفرت العملية عن اعتقال 12 عنصرًا إرهابيًا في مدن متفرقة، إلى جانب ضبط معدات وأسلحة متطورة جاهزة للاستخدام.

التحقيقات الأمنية كشفت أن أعضاء الخلية الإرهابية كانوا على اتصال مباشر بقيادي بارز في تنظيم “داعش” بمنطقة الساحل الإفريقي، يدعى “عبد الرحمان الصحراوي”، وهو المسؤول عن تسليح وتمويل هذه الخلية. هذا الارتباط يعكس استراتيجية التنظيمات الإرهابية في إدارة عملياتها عن بعد، عبر شبكات سرية تمتد بين دول المنطقة. كما أظهرت التحريات أن الخلية كانت تستعد لتنفيذ عمليات متزامنة في عدة مدن مغربية، وفق توجيهات مباشرة من قيادات التنظيم الإرهابي.

تفكيك هذه الخلية يأتي في سياق مواجهة المغرب لموجة جديدة من التهديدات الإرهابية، حيث تسعى التنظيمات المتطرفة إلى زعزعة استقرار المملكة من خلال تجنيد عناصر محلية وربطها بشبكات خارجية. الأجهزة الأمنية المغربية تمكنت، خلال السنوات الأخيرة، من إحباط أكثر من 40 مخططًا إرهابيًا كان يستهدف البلاد، وهو ما يعكس استمرار التهديدات الإرهابية في المنطقة.

العملية الأخيرة تسلط الضوء على فعالية الأجهزة الأمنية المغربية في رصد التهديدات الإرهابية وإجهاضها قبل أن تتحول إلى واقع خطير. في ظل التحديات الأمنية المتزايدة، يبقى اليقظة والتنسيق المستمر بين الأجهزة الأمنية والاستخباراتية عنصرًا أساسيًا للحفاظ على استقرار المملكة وحماية أمن المواطنين.

Exit mobile version