Site icon جريدة صفرو بريس

صفرو ’’حديقة المغرب ’’ تفتقر لاستراتيجة سياحية واضحة المعالم

تعيش مدينة صفرو بامكانياتها الكبيرة عل جميع الأصعدة أزمة حقيقية فيما يتعلق بالتعريف بها وتسويقها سياحيا , فالأكيد أن برنامجا سياحيا واضح المعالم لا وجود له قطعا ضمن أجندة المسؤولين المتعاقبين عليها , وهذا ما يحول – مع الأسف الشديد – دون استغلال مؤهلاتها السياحية الثرية , علما أنها تمتلك كل مقومات المدن السياحية العريقة. فمدينة صفرو من أقدم المدن المغربية , بل أقدم من مدينة فاس استنادا إلى القول المأثور عن المولى إدريس الثاني لحظة إعطائه انطلاقة أشغال بناء العاصمة العلمية للمملكة: «سأرحل من مدينة صفرو إلى قرية فاس»  .

فمدينة الكرز لا تختلف كثيرا عن باقي المدن السياحية المغربية العتيقة , فهي توفر للسائح مجالا كبيرا للتجوال بين المآثر التاريخية المتمثلة في الاسوار و’’القلعة’’ و’’الملاح’’   وتعد صفرو من المدن المغربية القليلة التي لا تزخر فقط بجزء عتيق يشهد بعراقتها , بل تحاول مجاراة المدن العصرية، هذا اضافة  الى مايحيط بها من مؤهلات طبيعية : من منابع و بحيرات وغابات وحقول تتربع على عرشها أشجار حب الملوك، دون إغفال شلالها المنهمر ومجاريها المائية المتدفقة، وعلى رأسها وادي «أكَاي» الذي يقسم المدينة إلى نصفين , ورحم الله الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه حينما وصف مدينة صفرو ب ’’ حديقة المغرب ’’. هذا ناهيك عن أن مدينة الكرز تستضيف في أواسط شهريونيو من كل سنة أقدم مهرجان في المغرب انه مهرجان حب الملوك  , حيث تلبس المدينة أبهى حلة، وتصبح في أوج نشاطها وقمة حركيتها بهذه المناسبة التي دأبت هذه المدينة على تنظيمها منذ 1919، فعلى مدى أكثر من أسبوع تعرف المدينة توافد الزائرين والمشاركين في اللقاءات الثقافية والرسمية للمهرجان بشكل يقل نظيره في الأيام الأخرى , الا انهم يصطدمون بواقع كارثي يتمثل بالأساس في ضعف الطاقة الإيوائية للمدينة من فنادق ومحلات سواء منها المصنفة أو غير المصنفة و الدور الشقق المفروشة , مما يضطر معه الزوار الى التنقل الى مدينة فاس بحثا عن بديل , الأمر الذي يفوت على مدينة صفرو أن تحظى بمداخيل اضافية هي في أمس الحاجة اليها…. والسبب يعود الى -بلا شك – الى عدة اعتبارات لعل أهمها انعدام اآليات الجذب والاستقطاب السياحي نظرا الى غياب سياسة استثمارية جادة في القطاع السياحي بالمنطقة تتبناها الجهات المسؤولة على القطاع أو الخواص، إذ لا تزال الهيئات المحلية تتجاهل ملف السياحة عاملة بالقول الشعبي « الله يرحم من زار وخفف» .   

Exit mobile version