Site icon جريدة صفرو بريس

محمد السادس.. ملك برؤية استشرافية وسياسات متجددة

SM le Roi adresse un discours au Parlement à l'occasion de l'ouverture de la 1ère session de la 1ère année législative de la 11ème législature

يعتبر الملك محمد السادس قائدا برؤية استشرافية، يسعى بشكل مستمر إلى ابتكار حلول مستدامة تتكيف مع التحديات المستقبلية. فهو استراتيجي بارع يتمتع بقدرة كبيرة على التكيف مع المتغيرات، ويظهر مرونة في مواجهة العقبات والتحديات، حيث يعمل على تعديل استراتيجياته وفق المستجدات، مستخلصا الدروس من التجارب السابقة.

 

دعم الابتكار وتعزيز الحكامة الرشيدة

 

في ظل مجتمع مغربي تغلب عليه الفئة الشابة، حرص الملك محمد السادس على تعزيز الابتكار والإبداع في مختلف مجالات الحكامة. فقد دعم البحث العلمي والتطوير التكنولوجي، وسعى إلى إيجاد حلول مبتكرة لتحسين جودة الحياة للمواطنين، خاصة الفئات الهشة. وفي جميع قراراته السياسية، يضع الملك المصلحة العامة فوق كل اعتبار، مسترشدا بمبادئ العدالة والشفافية والنزاهة. فهدفه الأساسي هو الارتقاء بالمجتمع المغربي عبر سياسات تنموية عادلة وشاملة.

 

يتميز الملك محمد السادس بقدرته على إلهام وتحفيز المواطنين حول رؤيته لمستقبل المغرب. وعلى الرغم من ندرة ظهوره الإعلامي، إلا أن تواصله المباشر والفعال مع مختلف مكونات المجتمع يعكس التزامه بتحقيق طموحات المغاربة، وضمان تطور البلاد وفق رؤية واضحة المعالم.

 

سياسة خارجية استباقية وشراكات متوازنة

 

أما على مستوى السياسة الخارجية، فقد تبنى الملك محمد السادس نهجًا استباقيًا ومتعدد الأبعاد، يهدف إلى تعزيز التعاون مع مختلف الدول، وتوسيع نطاق الشراكات الاستراتيجية. وخلال حكمه، وقع المغرب عدة اتفاقيات اقتصادية وتجارية مع قوى عالمية كبرى، مثل الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي، مما عزز موقعه كفاعل اقتصادي رئيسي على الساحة الدولية.

 

تميزت هذه السياسة الخارجية بنهج جديد قائم على الشراكة المتوازنة (Win-Win)، حيث يحرص المغرب على إقامة علاقات مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، بعيدًا عن أي تبعية جغرافية أو سياسية. وقد مكن هذا النهج المغرب من تعزيز مكانته كـمركز إقليمي للتعاون الدولي، مستفيدًا من موقعه الاستراتيجي بين أوروبا وأفريقيا والعالم العربي.

 

العودة إلى الاتحاد الإفريقي.. محطة مفصلية في السياسة الخارجية

 

شكلت عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي عام 2017، بعد غياب دام 33 عامًا، حدثًا مفصليًا في عهد الملك محمد السادس، حيث عزز هذا القرار التوجه الإفريقي للمملكة، والذي يرتكز على التعاون الاقتصادي والاستثمارات الكبرى في القارة السمراء. وجاء هذا القرار مرفوقًا بخطاب تاريخي للملك أمام قادة الدول الإفريقية، أكد فيه قائلاً: “إنه شعور رائع أن يعود المرء إلى بيته بعد غياب طويل”، في إشارة إلى ارتباط المغرب الوثيق بأفريقيا، ورغبته في تعزيز دوره القيادي داخل القارة.

 

القضية الوطنية.. حجر الأساس في الدبلوماسية المغربية

 

في صلب هذه الرؤية الدبلوماسية، ظل المغرب متمسكًا بموقفه الثابت من قضية الصحراء المغربية، حيث يعتبر الاعتراف بسيادته الكاملة على أقاليمه الجنوبية شرطًا أساسياً لأي شراكة استراتيجية مع الدول الأخرى. وقد عزز المغرب هذا الموقف بمقترح الحكم الذاتي كحل نهائي للنزاع المفتعل، وهو مقترح لقي دعمًا واسعًا على المستوى الدولي باعتباره الحل الواقعي الوحيد القائم على التنمية والاستقرار والتعاون الإقليمي.

 

نحو مغرب قوي ومتطور

 

في ظل هذه الرؤية المتكاملة، يواصل الملك محمد السادس قيادة المغرب نحو المستقبل، عبر سياسات داخلية تعزز التنمية المستدامة، وأخرى خارجية تضمن حضورًا قويًا ومؤثرًا على الساحة الدولية. وبينما يواصل المغرب ترسيخ موقعه كقوة اقتصادية إقليمية، فإن استراتيجيته الدبلوماسية تظل مبنية على الاستقرار، التعاون، واحترام سيادته الوطنية.

Exit mobile version