Site icon جريدة صفرو بريس

مايسة و نبيل بن عبد الله.. من “ينعل جد” الى “مرحبا بيك فالدار الكبيرة”

المغاربة ليس لديهم ذاكرة سمك

كنا نقرأ لمايسة سلامة الناجي وهي تطلق مدافعها الثقيلة على نبيل بن عبدالله ورفاقه، تصفهم بديناصورات الريع، شواهد متحجرة على عصر البصري، حراس الهيكل المتهالك، وتتهمهم بانهم سبب عزوف المغاربة عن السياسة وانهم خارج دائرة “من اين لك هذا”. كان كلامها كالسوط، لا يبقي ولا يذر، يجلد الاحزاب وامناءها العامين اللذين التصقوا بالكراسي التصاق القمل بالرأس.

لكن سبحان مبدل الاحوال. اليوم صارت مايسة تدخل حزب نبيل بن عبدالله بالاحضان الحارة. من “ينعل جد” الى “مرحبا بيك، عندنا مستقبل زاهر”. من النقد الحارق الى المنيكور والماكياج السياسي. يبدو أن الثائرة مايسة لم تستفد من كلام بنكيران غير مقولته الشهيرة لأصحاب الشواهد العاطلين عن العمل “ديرو التجارة راه فيها البركة “، وكذلك الرفيق نبيل بن عبد الله الذي خبر علوم الاستراتيجية والطاكتيك في أمهات الكتب الماركسية، استفاد من مقولة بنكيران “عفا الله عما سلف”.

شتان بين زمن كان فيه شعار اليسار “لا يصل الرفيق إلى الرفيق إلا شهيدا أو سجين”، وزمن أصبح فيه شعار اليسار “لا يصل الرفيق إلى الرفيق إلا عبر البوز أو الكوطا”. رحمة الله على عبد الرحيم بوعبيد والمهدي بن بركة .ويبقى السؤال مطروحا هل تحول نبيل بن عبد الله من دينصور ريع إلى كلب أليف يؤنس في الليالي المظلمة ام ان سلامة الناجي تحولت الى دينصورة ريع ؟.

الذي كان بالامس بعبع السياسة صار اليوم “زعيم منفتح، رجل دولة، قائد عندو تجربة”. وفعلا لديه تجربة، تجربة في الصمود امام الزمن والسياسة وامواج التغيير، حتى اصبح مثل اعمدة قنطرة عتيقة، متأكلين ولكن لازالو واقفين.

مايسة بدأت مسارها بالنقد الناري ضد الريع السياسي، وانتهت بالتصوير في احضان الريع الذي لاطالما هاجمته، تضحك وتوزع ابتسامات الانستغرام. والنتيجة: “المتتبع المغربي كيحس راسو بحال الى داخل سينما كاتعرض فيلم السياسة المغربية: كوميديا عبثية بلا نهاية”.

السؤال الذي يبقى معلقا: هل المشكل في المغاربة “اللي ما كيبغيوش السياسة”، او في “احزاب تستعمل الشباب والصحافة الحرة غير كورقة تجميل، وبمجرد ما كيدخل الواحد عندهم كيولي جزء من ديكور صالوناتهم العتيقة”؟

ختاما، مايسة اليوم تجسد العبارة الذهبية: “اذا ما قدرتش تحارب الديناصور، صبغيه بالمينكور وضربو على الشعى بالمقدمة وشقلبو باش يبقى حاصل فمؤخرة المشهد السياسي والتحقي بيه “.

Exit mobile version