لم أستطع أن أحبس دمعي وألملم مشاعري الحائرة بين الخوف والقلق والغضب مما أشاهده من قتل مباشر على اليوتوب من طرف بعض الجماعات الإرهابية المدسوسة والمحسوبة على الإسلام. لا أخفيكم كيف أن مشاعري أصبحت تتأرجح مع تأرجح الإعلام ورغبتي في البحث عن الحقيقة بين مايقال ومايذاع وما يتم التستر عليه. فمثلا عند ظهور الحوثيين سنة 1994 كان شعارهم محاربة امريكا وبني صهيون ولكنهم الآن اصبحوا يقتلون بني جلدتهم فهل تغيرت القيادات أم تم الكشف عن الوجه الآخر الذي يخدم أجندات معروفة أو غير معروفة ، كسائر التيارات المتطرفة المنتشرة في بقاع متفرقة من العالم الاسلامي ، والتي نذكر منها”بوكو حرام” أو تنظيم القاعدة أو داعش أو غيرها من الجماعات أو التيارات أو لا أعرف كيف أصنفها بالضبط ، التي اخذت على عاتقها محاسبة الناس ومعاقبتهم قبل وقت الحساب ، فأصبحت تقتل برعونة وبجرأة غير طبيعية باسم الاسلام ، والاسلام والله براء مما يقترفه هؤلاء الخارجون عن منهج النبوة وعن هدي القرآن الكريم الذي قال فيه رب العزة ” ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن” ونسوا أن الله ستير غفور رحمن رحيم . وتناسوا ان الله هو وحده من يعاقب ويحاسب ويغفر لمن يشاء وكيف يشاء . وإن كان الحساب في الدنيا فله أهله وهو من اختصاص هيئات ومؤسسات تعنى بذلك في ظل دولة المؤسسات ، وفق قوانين وأدلة وشهود والكثير من الضوابط .فهاته الجماعات ، وفق تحليل العديد من رجالات الفكر والعلم والسياسة ، رغم اختلاف انتمائها ظاهريا فهي تتفق على هدف واحد وهو القضاء على الإسلام . وهو الامر الذي لن يحصل بإذن رب العالمين ، ولكن هذا لا يبرر في نفس الوقت تقاعسنا نحن المسلمين في إشاعة روح الاعتدال والوسطية والواقعية لديننا الحنيف بيننا أولا وبين كل شعوب العالم ، ورسم الصورة الصحيحة عن هذا الدين العالمي الحنيف الذي أرسل صاحبه صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين ، والذي قال لمن آذوه بشتى أنواع الإذاية حينما تمكن منهم : “اذهبوا فأنتم الطلقاء” صورة مشرقة لسلوك حضاري قوامه التسامح والرحمة والرأفة ، من نبي كريم خلقه القرآن . فما أحوجنا لاتباع هدي هذا الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه ، والغوص في بحر سيرته خصوصا فيما يتعلق بالتعامل مع مخالفيه بأبي هو وأمي .