لاَ عُذْرَ لِـي…
أَقْولُهَـا
أَكْتُبُهَـا
أرْسُمُهَـا..
أطْلِقُهَا فَرَاشَةً… فِي لُجَّةِ اُلإِعْصَارْ..
لاَ عُذْرَ لِي بَعْدَ اليَوْمِ فِي زَمَنِ الإصْرَارْ..
لا عُذْرَ لِي بَعْدَ اليَوْمِ
وَقَدْ تَلاَشَى زَمَنُ الأعْذَارِ ..
لا عُذْرَ لِي يَا سَيِّدَتِي..
أقِرُّ مُعْتَرِفاً بِذ َنْبِي..
صَادِقاً.. وَأشْهَدُ حَقّاً
أنَّنِي قَصَّرْتُ فِي حَقِّكِ..
قَدْ قَصَّرْتْ…
لَمْ أتَقَدَّمْ خَطْوَةً للِذَّوْدِ عَنْكِ..
بَلْ تَأخَّرْتُ.. تَأخَّرْتْ..
هُمْ مَزَّقُوا وِشَاحَكِ الأخْضَرَ .. جَهْرَةً..
وَقَطَّعُوهُ أرْوِقَةً…
وفَصَّلُوهُ أرْصِفَةً..
وألْزَمُوكِ أنْ تُعَانِقِي الحَدِيدَ وَالتُّرَابْ..
بِالرَّغْمِ عَنْكِ..
وتَفْتَحِي صَدْرَكِ مُشْرِعاً..
لِجوْقَةِ اليَبَابِ وَالخَرَابْ..
بِالرَّغْمِ مِنْكِ..
وَتَرْقُصِي فَوْقَ الجِرَاحْ..
فَرَاشَةً وَلْهَانَةً..
أضَلَّتِ الطَّرِيقْ..
فَعَانَقَتْ وَهْجَ اللّهِيبْ..
وَمَا دَرَتْ للَحْظَةٍ
بِصَوْلَةِ الحَرِيقْ..
… وَكَانَ.. يَا سَيِّدتي..
أنِ احْتَرَقْتِ فِي صَمْتْ..
إذْ أعْدَمُوا فِيكِ البَهَاءَ وَالجَماَلَ..
وَكُلَّ شَيْءٍ يَنْتَمِي لِطَيْفِكِ المُخْتَالِ..
مِنْ غَابِرِ السِّنِينْ.
حَتَّى الشّبَابُ مِنْ بَنِيكِ..
بَارَكُوا مَا صَنَعَ الْكِبَارْ..
(فَرَّاشَةٌ)..
وَبَاعَةٌ..
تَجَاذَبُوا
مَا تَبَقَّى مِنْ وِشَاحِكِ الجَمِيلْ..
تَغَاضَبُوا..
وَأعْلَنُوا حِصَارَكِ..
وَصَادَرُوا الرَّصِيفَ بَعْدَ الرَّصِيفْ..
وَكُلَّ حَارةٍ
تُعَانِقُ السُّكُونَ والضِّيَاءْْ..
وَعَكَّرُوا صَفَاءَكِ
بِالشَّغْبِ تَارَةً
وَتَارَةً بِبَالِغِ الصَّخَبْ..
عَمُوا.. وصًمُّوا سَمْعَهُم
عَنْ النَّكِيرِ وَالعَتَبْ..
وَشَوَّهُوا جَمَالَكِ..
وَحَوَّلُوهُ فَجْأةً.. إلَى هَبَاءْ.
***
دُرُوبُكِ
رِحَابُكِ
ــ سَيِّدَتِي ـ
حَارَاتُكِ..