أصدر الكاتب الصحفي الجزائري المعارض أنور مالك كتابه الجديد بعنوان «البوليساريو وإيران: أسرار الإرهاب من طهران إلى تندوف»، وهو عمل ضخم يتناول تفاصيل دقيقة عن علاقات معقدة بين تندوف وطهران، ويستند إلى وثائق سرية حصل عليها المؤلف أثناء عمله مراقباً دولياً في سورية، تُنشر لأول مرة وتقدّم رؤى غير مسبوقة عن تحركات الشبكات الإرهابية في المنطقة.
الكتاب، الصادر عن دار المنعطف، لا يقتصر على سرد أحداث عابرة، بل يقدّم مجموعة من التحليلات العينية الدقيقة التي توضح تورّط أطراف إقليمية في صناعة الإرهاب وتهريب الأسلحة. وفق ما يوضحه مالك، فإن الجزائر، من خلال إدارة مخيمات تندوف، لعبت دوراً محورياً في تمكين الجماعات المسلحة عبر بيع الأسلحة ودعم حركة البوليساريو، بما يتجاوز الحدود السياسية التقليدية ويصل إلى أبعاد أمنية إقليمية ودولية.
وتأتي أهمية الكتاب في كونه يكسر حاجز الصمت المحيط بهذه العلاقات، ويقدم معلومات لم يُكشف عنها من قبل، ما يجعله مرجعاً هاماً لفهم شبكات التمويل والتدريب والتسليح التي تربط بعض الجماعات الإرهابية بالدول الإقليمية. كما يعكس الكتاب مدى تعقيد المشهد الأمني في المنطقة، حيث تتقاطع المصالح بين حركات مسلحة ودول محلية وإقليمية، ويظهر دور الجزائر في هذه الديناميكية المعقدة التي تهدد استقرار شمال أفريقيا.
في المجمل، يمثل كتاب أنور مالك مساهمة نوعية في تسليط الضوء على خلفيات الإرهاب الإقليمي، ويطرح تساؤلات جدية حول مسؤولية الدول المجاورة في دعم أو تحييد هذه الظواهر، إضافة إلى أهمية تعزيز الشفافية ومساءلة الأطراف المعنية، بما يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة.

