مع الانخفاض الحاد في درجات الحرارة، يتّجه الكثير من الأفراد إلى وسائل تدفئة تقليدية داخل المنازل، دون إدراك تام لمخاطرها الخفية. وبين هذه الوسائل يبرز “المجمر”، الذي اعتادت أسر مغربية عديدة على استخدامه للتدفئة والاحتماء من قسوة البرد.
وتزداد خطورة الأمر عندما يُشغَّل “المجمر” في أماكن مغلقة تفتقر إلى التهوية اللازمة، إذ إن الفحم (الفاخر) المُستخدَم غالباً في هذه العملية يمكن أن يؤدي إلى حالات تسمّم خطيرة بغاز أحادي أوكسيد الكربون، وهو الغاز الذي يلقّبه الخبراء بـ”القاتل الصامت” لعدم امتلاكه لوناً أو رائحة، وكونه لا يسبب تهيجاً في الحلق أو الجهاز التنفسي.
وفي السياق ذاته، لا تقلّ وسائل التدفئة المعتمدة على الغاز خطورة، خصوصاً في مناطق معروفة ببرودة الطقس مثل إفران ونواحيها، حيث يلجأ السكان إليها للتغلب على البرد القارس. ويرى المتخصّصون أنّ الاستعمال الخاطئ لتلك الوسائل، سواء كانت فحماً أو غازاً، يقوّض سلامة الأفراد ويعرّض حياتهم للخطر.
ولتجنّب هذه المخاطر، ينصح الخبراء بتجنّب اعتماد وسائل التدفئة التقليدية في فضاءات تفتقر إلى التهوية الجيدة، وضمان تدفّق مستمر للهواء النقي. فالحرص على توفير الظروف المناسبة لاستخدام تلك الوسائل يساهم في الوقاية من حوادث التسمّم، ويبقي دفء المنزل آمناً على صحّة ساكنيه.