توفيق اجاناعاينت جريدة ميديا15 عن كثب الوضعية المزرية التي تتخبط فيها مستشفى محمد الخامس، في غياب أجهزة، ومتخصصين وخاصة طب الأطفال والتي لا تستجيب للسرعة من اجل انقاذ حياة رضيع او انسان بالغ من العمر عتيه، وكأننا في مستوصف قروي يحاط بالثلوج ينتظر من يتدخل لفك العزلة عن ضحاياه، للاستفادة من ابسط حقوق الانسان في غياب تام لدور المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بجهة فاس مكناس، وغياب أي تدخل من اجل العمل على تغيير الوضع ، ليبقى الحل الوحيد هو الاستعانة بالمركب الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس الذي يبدو من خلاله هناك فرق كبير بينه ويبن مستشفى محمد الخامس لا من حيث التنظيم ولا من حيث الأجهزة المتطورة ،ولا من حيث المتخصصين وان كان عددهم قليل لا يكفي بالنظر مع كثرة الحالات المستعجلة ، مما قد يترتب عن ذلك اثر بليغ في انتظار أن تجد سريرا للتطبيب ،وخاصة اذا كانت في مستشفى محمد الخامس ،حيث يجب أن تنتظر الرد من فاس لكي يتم اصطحابها لتتلقى العلاج ،مع العلم ان الحالات المستعجلة ينبغي ان يتم اصطحابها على وجه السرعة ، الشيء الذي لم يحصل مع حالتين طفل يبلغ من العمر حوالى سنة ونصف ورضيعة تبلغ من العمر أربعة اشهر اللذان دخلا الى قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس يوم الخميس 16فبراير2023 ليلا وبعد اجراء بعض الفحوصات .اضطرا المكوث بالمستشفى، وفي الغد من يوم الجمعة 17 فبراير الجاري تم أيضا القيام ببعض الفحوصات للحالة الأولى، التي اكتشف على انها تتوفر على فقر حاد، مما استدعى في الحين تزويدها بالدم التي بدأت تستجيب للعلاج وظهرت علامات التحسن خلال يوم السبت الا أنه عرفت تظهورا يوم الاحد مما اضطر الطبيب المعالج بعد الكشف الذي اجراه يوم الاثنين، استدعاء سيارة الإسعاف على وجه السرعة لنقله الى مستشفى الحسن الثاني بفاس الى قسم المستعجلات. حسب التحقيق الذي اجريناه اما الحالة الثانية تعود لطفلة رضيعة تبلغ من العمر أربعة اشهر التي دخلت الى قسم المستعجلات حوالى الساعة الثامنة ليلا بسبب نقص في الاكسجين حيث لقيت عناية خاصة من طبيب شاب يتمتع بضمير مهني ، همه الوحيد اصبح هو ان ينقد الطفلة نظرا لحالتها المزرية ، وسخرهاتفه للاتصال بطبيبة الأطفال، وامر احد الممرضين بتزويدها بالأكسجين ، واجراء الفحوصات الا أن الممرض ” أجاب ام الطفلة اننا لا نتوفر على كمامة الاكسجين “سيري شريها” جواب كان سيخلق الفوضى سببه غياب الحس الأخلاقي في التعامل كممرض ،غايته اسعاف الناس وتقديم خدمات لهم من خلال القسم الذي اداه ،يضرب ذلك عرض الحائط في سوء التعامل واجهاض حق من حقوق الانسان مما استدعى تدخل الطبيب لحل المشكل. وبعد اجراء الفحوصات ومن ضمنها اخذ عينة من الدم، والتي استعصت على الجميع اخذها ،اذ لم يقدر احد على ذلك بمجرد رؤيتهم طفلة حيث يتراجعون الى الوراء نظرا لصغر سنها بحيث انتظرنا طويلا ونحن نقف عن الحالة بسبب تواجد فقط عدد كبير من المتدربين دون جدوى في غياب متخصصين في متل هاته الحالات ، الا انه اقدم شاب ممرض “وقال بالحرف سأحاول لكن اذا لم أتمكن لن افعلها للمرة الثانية”، وبعد شد الانفاس تمكن الشاب الممرض من اخذ عينة الدم التي استغرقت وقت طويل في المختبر التي دامت حوالي ساعة ونصف من الانتظار أي من الساعة التاسعة والنصف الى غاية الحادية عشرة ليلا .وبعد الانتظار فضل اب الطفلة الذهاب الى المختبر ليكتشف ان التحليلة مجهولة الاسم، اذ كيف سيعرفها صاحب المختبر على أنها تعود للطفلة؟ سؤال كان وجيه من المسؤول عن اجراء التحليلات، ضف الى ذلك كما أشار على ان إجراءات اخذ العينة كانت ناقصة، مما اضطر الصعود مع حارس العام واحدى الممرضات اتجاه الطفلة واخذ عينة أخرى لم تكن بالأمر الصعب على حارس عام لمستشفى محمد الخامس.واستغرقت حوالي نصف ساعة من اجل التعرف على النتيجة التي اسفرت عن ظرف صحي قاهر وصلت نسبته %109 في غياب الدواء المعالج للحالة ، بعد وصفه من الطبيبة المختصة ، استدعى ذلك ان يتجه الاب مسرعا خارج المستشفى حوالى الساعة الثانية عشر والنصف ليلا لإحضار الدواء في حدود الساعة الواحدة وعشرة دقائق صباحا ،والطفلة في الطبق الثالث الخاص بالأطفال مع أمها لتتمكن من الدواء الذي تم اعطاؤه للممرضة من اجل اتباع البرتوكول المعالج ،الا أن الممرضة طرحت سؤال لم يخطر على بال اب الطفلة ” هل احضرت ابرة الحقنة مع الدواء ،واستغرب لما سمع موجها سؤالا مباشرا لوكانت مكتوبة في الورق لأعطاها لي الصيدلي ؟ فنظرت الى الورقة وقالت ” بالفعل لم تكن مكتوبة سأبحث لك عن واحدة ” مستعينة بإبرة احد المرضى الذي يتوفر على واحدة إضافية .وفي الغد من يوم الجمعة تم اجراء تخطيط صدى القلب من طرف الطبيب المختص في القلب الذي لم يساعده جهاز للكشف عن حالة الطفلة، مؤكدا لديها انعكاس الشرايين ويستوجب نقلها على وجه السرعة الى فاس من اجل اجراء عملية جراحية، وبذلك ربطت الطبيبة التي تتابع الحالة الاتصال بفاس وعلى حد تعبيرها ” انها تنتظر الإجابة لكي يتم نقل الطفلة الى فاس “. الى غاية يوم الاثنين اخطرت الطبيبة ام الطفلة على انه سيتم نقلها الى فاس لأجراء تخطيط صدى القلب يوم الغد ،بالفعل على الساعة العاشرة تقريبا احضر سائق سيارة الإسعاف ونقل الطفلة وامها ،وبعد اجراء الفحص تبين لديها انعكاس الشرايين مع ثقب في القلب واطمأنهم الطبيب بعد ان كانوا مصابين بهلع وخوف من جراء ما سمعوه من طبيب مكناس ،واكد لهم ان ذلك معجزة من عند الله مع شرح مستفيض للحالة قائلا ” مثل هاته الحالات كان من المفروض ان يتم اجراء عملية لها بل ليست واحدة وانما عمليتين منذ الولادة بعد أسبوع لماذا تم اغفال ذلك ؟ فالأولى تكون من اجل اجراء ثقب في القلب يساعد الطفلة على البقاء في الحياة ،تم يتم اجراء عملية أخرى لاسترجاع الشرايين الى مكانهما الطبيعي لكن شاءت الاقدار بان الطفلة تتوفر على ثقب في القلب هو الذي ساعدها على ان تبقى على قيد الحياة هذه المدة لكن ينبغي اجراء عملية جراحية في أقرب وقت، وبعد سماع ذلك حاولت ام الطفلة القيام بإجراءات الإسراع من اجل أخذ موعد للقيام بالعملية الجراحية لكن الطفلة لم تكن مسجلة في التغطية الاجتماعية “أمو التضامن ” لتبدأ معاناة من نوع اخر ، وتطلب ذلك ارجاع الطفلة الى مستشفى محمد الخامس لاستكمال العلاج وبعد يومين أخرجت الطفلة من المستشفى الى منزلها ،واصطحبها والدها مع أمها الى المقاطعة الأولى للقيام بإجراءات التسجيل في السجل الوطني للسكان في انتظار الرقم الذي لم تتوصل به لحد الان من اجل التسجيل في السجل الاجتماعي الذي يحتاج هذا الاخيرالى وقت قد يصل مدة الحصول عليه شهرين او ثلاثة اشهر…سنعود للموضوع بالتفصيل . ان اشكال الاستشفاء بمستشفى محمد الخامس هوا شكال تعاني منه ساكنة إقليم مدينة مكناس منذ زمن طويل دون التفاتة من أحد وخاصة المسؤولين عن المدينة، التي عانت سنة ونصف من البلوكاج السياسي دون أي شيء يذكر بعيدا عن المصلحة العامة ، مع العلم ان الجهة هي جهة فاس مكناس وليست فاس لوحدها وهذا ما يلاحظ على ان جميع الامتيازات الصحية من لوجستيك وأجهزة متطورة تحظى بها فاس واضحى شغل المديرية الجهوية للصحة هو فاس وليس مكناس في غياب حصري لمستشفيات مدينة مكناس التي أصبحت عبارة عن متلاشيات من اسرة واجهزة التي لا ترقى الى مستوى التطبيب بل ابسط الأشياء لا يتوفر عليه مستشفى محمد الخامس الا وهي ابرة الحقنة ….يتبع في تحقيق مفصل حول الوضع الكارثي الذي يعرفه مستشفى محمد الخامس من تعامل حراس الامن الخاص ونظافة المستشفى وغياب الأجهزة ودور جمعية أصدقاء مستشفى محمد الخامس بمكناس