أصبحت صورة السياسي في المجتمع المغربي مرتبطة بكل النعوت الذميمة والصفات المقيتة .وانتقلت هذه الصورة من السياسي إلى السياسة عموما، وأضحى الانتماء السياسي سبة يعمل الجل على التخلص منها.بل ان التنصل من الانتماء السياسي والحزبي صار مدعاة للفخر والتباهي والادعاء بالحياد وعدم الانتماء إلى العمل الحزبي المنظم مما يحرص عليه البعض، والواقع أن هذه الصورة لها ما يبررها ذلك أن الفاعل السياسي ساهم بقسط وافر في رسم هذه الصورة السلبية عبر ممارسات وسلوكيات لا يتسع المجال لجردها، غير أن هذا الزعم يدخل في باب الحق الذي يراد به باطل لأن هناك فئة تستفيد من أعراض الناس ونفورهم من العمل السياسي للاستفراد بالشأن العام.
وللصورة وجه أخر ينبغي إدراكه ذلك أن السياسة شأن يومي يتوزع بين صيغتي الفاعل والمفعول :بمعنى أنك إن لم تكن فاعلا سياسيا انتماء واهتماما وانخراطا تصبح موضوعا لهذا الفاعل السياسي………..ولهذا فان أي انفلات أو انحراف للسياسي لا ينبغي أن ينسحب على الفعل السياسي في ذاته تماما كالتمييز الواجب بين الإسلام وسلوك المسلمين.
أمام هذه الصورة التبخيسية للسياسة في المتخيل الجمعي نتساءل:كيف نعيد للسياسة ألقها وللانتماء وهجه؟
ارتباطا بالتشخيص السالف الذكر يمكن أن نعمل على:
1-اعتبار العمل السياسي أمانة يكون المجتمع كله مسؤولا عنها لا لفئة دون أخرى أو نخبة دون غيرها.
2-محو الصورة القاتمة التي رسمت عن السياسيين الذين ساهموا فيها إلى حد بعيد وهي مسؤولية الهيات السياسية الحزبية التي ينبغي تضع على عاتقها تكوين المجتمع وتأ طيره كما يخولها له الدستور ,وقطع الطريق أمام كل الانتهازيين الذين يتخذون السياسة مطية لأهدافهم ومصالحهم.
3-تجديد النخب السياسية حتى يلمس الشباب جدوى الانخراط في الأحزاب السياسية التي تمثل الوعاء الأهم للانتماء السياسي.
بإمكاننا أن نستعيد الآمل في الانتماء إلى السياسة بتضافر الجهود وتحمل كل مسؤوليته في ذلك .
ممكن جدا…………………..