إذا كان من سوء أقدار نقابة عمالية أن تبتلى بأعضاء ليست لهم الجرأة على مواجهة الحقيقة، فإن من سوء أقدارها كذلك أن تواجه كتنظيم خصما وحيدا أعزل لا يمتلك من الأسلحة سوى الصدق والشجاعة…وإنها لمعركة ضيزى.
أيها السادة أعضاء المكتب الإقليمي لنقابة التوجه الديمقراطي، لبيت دعوتكم للمواجهة بقلم حر جاد ومسؤول، لبيتها بدافع من حسن النية وسلامة الطوية، قبلت المثول أمامكم وأنا وحدي المتهم، وأنتم على تعدادكم الخصم والحكم، أجبت عن زعبراتكم بروية، رددت ادعاءاتكم بهدوء سجية، وقلت كما قال آخرون لعل في معلوماتكم مغالطة، لكني وجدت التمادي في تصنع الأكاذيب، والتماهي في تزييف الحقائق، فانكشفت خبيئتكم، وبان زيف ادعاءاتكم، وأطلقتم العنان لبعض الافواه … فانقلب السحر على الساحر.
“صفقة مشبوهة”…بهكذا مصطلح أحببتم- أيها السادة أعضاء المكتب الإقليمي- في بلاغكم الأخير أن توجهوا زعبراتكم تجاه من من المفروض أن تقفوا بجانبه، ذلك الذي عانى الويلات من لوبي خطير، منكم من أبلى البلاء الحسن في محاربته ردحا من الزمن. فكيف تعتقدون استفادتي من صفقة في ظل تحكم هذا اللوبي، وأنا من بين خصومه وأنتم شهداء على ذلك؟…
أيها السادة أعضاء المكتب الإقليمي لنقابة التوجه الديمقراطي، بالرجوع إلى انتقالي الذي مر عليه خمس سنوات، والذي خصصتم له اليوم بلاغا، أجد نفسي مطالبة بتصحيح معلوماتكم، وتوضيح ما استعصى فهمكم عن استيعابه، وأقول:
ü إن الانتقال الذي حصلت عليه من الإدارة كان قانونيا في إطار المذكرة 97 التي تعهد بدراسة طلبات سد الخصاص للجنة إقليمية مشتركة من حقها البت في الانتقال، وقد كنت واحدة من بين عشرات المستفيدين. أما وأنتم ترون عدم قانونيته، فلماذا لم تطعنوا فيه أمام المحكمة الإدارية؟ ولماذا لم تحركوا جيوشكم للمطالبة بإلغائه؟
ü إن ذلك الانتقال رغم قانونيته فإنني أعتبره “انتقالا ملغوما”، إثر تواطؤ مفضوح للوبي إداري معلوم مع جهات نقابية معروفة، وبيان ذلك فيما سيأتي من النقط:
ü إن هذا الانتقال لم يأت إلا بعد حصولي على قرار تغيير الإطار، حيث كنت أشارك قبله في الحركات الانتقالية بصفتي أستاذة للتعليم الثانوي، ولا زلت محتفظة بنسخ من ذلك، مما يبين وجود جهات داخل الإدارة هدفها حرماني من منصب للتعليم الثانوي في مدينة صفرو، التي كانت تعاني من خصاص في مادة التربية الإسلامية، خصوصا وأني أشارك في الحركات الانتقالية في إطار الالتحاق بالزوج.
ü إن إدارتي المباشرة –آنذاك- وبإيعاز من اللوبي الإداري نفسه كانت ترفض وبشدة توقيع طلبات الحركات الانتقالية بدعوى أنها إدارة للتعليم الابتدائي غير معنية بأمور التعليم الثانوي، وهو مشكل من بين حزمة من المشاكل التي جاء حلها بعد وفود لجنتين نيابيتين للمؤسسة، لتنتهي القضية بإعفاء المدير من مهامه.
ü ومن الغرائب التي قصدتم تغييبها عن الرأي العام أنني حصلت على انتقالين في سنة واحدة، وكأن الإدارة تسير برأسين، مما يؤكد وجود لوبي له حسابات شخصية مع طرف نقابي معين، وما ملفي إلا ذلك “الحائط القصير” الذي جعله البعض معبرا سهلا لتصفية الحسابات الشخصية.
ü ومن الأمور التي تجهلونها هو أنني توصلت بالانتقال الأول في أواخر شهر دجنبر 2011 بمعنى خارج آجاله المحددة (الدخول المدرسي 2011/2012)، لأتفاجأ بأن المدير المستقبل لم يتوصل بنسخة منه، وأن الخصاص قد تمت تغطيته، ولما استفسرت النيابة في الموضوع أجابتني بكون هذا الانتقال “خطأ”، وطالبتني بإعادة الوثيقة فكان جوابي أني مستعدة لإرجاعها شريطة منحي ضمانة مكتوبة على محاسبة المتورطين في هذا “الخطأ” وهو ما لم يحدث… فأين هي الصفقة إذن؟ أهكذا تبرم الصفقات؟..
ü وبعد أزيد من 20 يوما تقاذفتني خلالها مصالح النيابة والإدارة الأصلية والمستقبلة، توصلت بانتقال ثان ينسخ آجال سريان مفعول الأول ويلزمني بإتمام السنة الدراسية 2011_2012 بالمنصب الأصلي، فكنت أمام خيارين إما رفض قرار الإدارة والبقاء خارج الحماية القانونية، خصوصا وأن كلا المديرين رفضا الاعتراف بي لدواعي مختلفة… وإما استلام الوثيقة الثانية لضمان الحق في الانتساب لمؤسسة تعليمية.
ü إن الانتقال الملغوم جاء بعد كل الصراعات التي كانت بيني وبين جهة في الإدارة، ليتضح أن هدفه حرماني من المناصب الشاغرة آنذاك بجماعة صفرو والبهاليل والتي استفاد منها من هم دوني أحقية في تخصص مادة التربية الإسلامية.
أيها السادة الأفاضل،ليس من العيب أن تنافح النقابات للعب دور الراعي للرعية بل العيب أن تنسى صفات الراعي وسط تحكم الوافد الجديد، ولعل التاريخ الذي بقي وفيا لنضالات بعضكم سوف لن ينسى انزلاقاتكم المفضوحة اليوم…