مكنت التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدها إقليم خنيفرة من تحسن بارز في الوضعية الفلاحية بالإقليم سيكون لها أثر إيجابي على مجريات الموسم الفلاحي خصوصا فيما يتعلق بنمو الغطاء النباتي والزراعات الخريفية وإثمار الحبوب وإزهار الأشجار المثمرة علاوة على تحسن ملموس في نسبة ملء السدود. ومنذ بداية الموسم والى غاية الأسبوع الأول من مارس الجاري سجلت التساقطات المطرية بالإقليم معدل 375 ملم، علما أن المعدل السنوي للتساقطات على مستوى حوض أم الربيع يبلغ 414 ملم. يذكر أنه خلال الموسم الفلاحي الماضي لم تسجل سوى 287 ملم من التساقطات طيلة الموسم. وأوضح نزار ريحاني رئيس الغرفة الفلاحية بخنيفرة ، أن الإقليم يتميز بطابعه الجبلي البارد ما يتطلب تساقطات مطرية متأخرة ومنتظمة لتستفيد منها بشكل أوفر الأشجار المثمرة وزراعة الحبوب والخضروات ثم المراعي. وأضاف أن هذه التساقطات المطرية المنتظمة ستساهم في انتعاش الغطاء النباتي وتوفير الكلأ للماشية خصوصا وأن قطاع الرعي وتربية الموتشي يمثل 70 في المائة من الأنشطة الفلاحية بالإقليم، مما سيخفف العبء على الفلاحين، زيادة على تحسين منسوب الآبار والفرشات المائية والسدود . وأبرز ريحاني أن المخزون المائي للسدود بالمنطقة مايزال في تراجع رغم هذه التساقطات إذ أن معدل ملء سد أحمد الحنصالي لا يتجاوز 31 في المائة الى غاية الأسبوع الأول من مارس الجاري مما يتطلب سنتين أو ثلاث سنوات ليعود لمنسوبه الحقيقي. وأشاد بالدعم الذي قدمته الوزارة، لمربي الماشية في المناطق المتضررة من قلة التساقطات المطرية بالإقليم .
يذكر أن توالي موسمين من الجفاف، وتداعيات جائحة كورونا ساهمت في تدهور الوضعية المعيشية للفلاحين بالإقليم، غير أن التساقطات المطرية الأخيرة والمنتظمة منذ بداية يناير 2021 تبشر بتحقيق موسم فلاحي جيد. وتبلغ المساحة الصالحة للزراعة بإقليم خنيفرة حوالي 214 ألف هكتار، حوالي 60 الف هكتار منها أراضي راكدة حسب السنوات الماطرة والجافة و17 ألف و120 الف هكتار مسقية. وتتوزع الزراعات في الإقليم خصوصا ما بين 50 في المائة موجهة للحبوب و7 في المائة للمزروعات العلفية و12 في المائة للأشجار المثمرة ثم 2 في المائة للخضروات خاصة البطاطس. وتحتل تربية الماشية مكانة بارزة في الأنشطة الفلاحية بإقليم خنيفرة، الذي يتوفر على أزيد من 1,3 مليون رأس من الماشية، منها الماعز (196 ألف و300) ، والأغنام (1,05 مليون رأس) ، والأبقار (42 ألف و800 رأس).
