أعلن كريستوف لوكورتوريه، السفير الفرنسي بالمغرب، عن افتتاح مركز جديد لتقديم طلبات التأشيرة تابع لشركة TLS Contact بمدينة العيون، وذلك ابتداءً من شهر ماي المقبل، في خطوة نوعية ترمي إلى تيسير الولوج إلى الخدمات القنصلية لسكان الأقاليم الجنوبية.
وفي تصريح صحفي، أوضح السفير أن هذا القرار جاء «حرصًا من بلاده على ضمان تكافؤ الفرص بين جميع المواطنين المغاربة، سواء كانوا يقيمون في الدار البيضاء أو في العيون أو الداخلة»، مؤكداً أن طلبات التأشيرة نحو فرنسا ستكون متاحة محلياً دون الحاجة إلى التنقل لمسافات طويلة نحو أكادير أو مراكش.
ويأتي هذا الإعلان متناغمًا مع الرسالة التي بعث بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الملك محمد السادس في 30 يوليوز 2024، والتي أكدت صراحة أن «الحاضر والمستقبل في الصحراء الغربية يندرجان ضمن السيادة المغربية»، كما شددت على أن «الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الإطار الوحيد لحل هذا النزاع»، حسب تعبير ماكرون.
وقد تلت هذه الرسالة سلسلة من الزيارات الرفيعة المستوى للأقاليم الجنوبية، من ضمنها زيارة السفير الفرنسي نفسه في فبراير الماضي، ثم زيارة وزيرة الثقافة رشيدة داتي، وأخيراً زيارة رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه، الذي أكد بدوره على الموقف الرسمي الجديد لفرنسا.
وفي الجانب الاقتصادي، تعرف المنطقة ازدهارًا في الشراكات المغربية-الفرنسية، خصوصًا من خلال شركات كبرى مثل OCP وناريفا، ما يعكس اتساق هذا التوسّع القنصلي مع التوجه الاستراتيجي العام لتعزيز التعاون جنوب المملكة.
وبذلك، تكون فرنسا قد خطت خطوة جديدة نحو الاعتراف العملي بمغربية الصحراء، ليس فقط سياسياً، بل أيضاً على المستوى القنصلي والخدماتي، في انسجام تام مع التحولات التي يشهدها الموقف الدولي من هذا الملف.