Site icon جريدة صفرو بريس

فاعلون مغاربة يدعون إلى تثمين "حب الملوك"

أكد أساتذة باحثون ومهنيون في القطاع الفلاحي، يوم السبت بإفران، أن تثمين منتجات زراعة حب الملوك (الكرز) رهين بإحداث وتأهيل وحداث صناعية لتثمين منتجات هذه السلسلة.

وأبرز المشاركون في ندوة افتتاحية للملتقى السابع لحب الملوك (الكرز) الذي تنظمه، على مدى يومين، المديرية الجهوية للفلاحة بجهة مكناس- تافيلالت وجمعية “أنروز” لمنتجي الكرز تحت شعار “حب الملوك عين اللوح منتوج محلي للتثمين”، أن تثمين منتوج حب الملوك يتم عبر تحسين جودة هذه السلسة ومنح الرخص الصحية للوحدات الصناعية المؤهلة والمرخصة في إطار قانون 07/28 المتعلق بالسلامة الصحية للمنتجات الغذائية وكذا الرفع من المستوى التقني لأرباب الوحدات من خلال التأطير والتكوين، وكذا المحافظة على البيئة.

وفي هذا الصدد، شدد حمادي شيمي، أستاذ باحث بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، في مداخلة حول ” تثمين منتجات قطاع الكرز”، على أهمية استعمال التكنولوجيا العالية في قطاع الكرز ليس فقط من أجل التثمين الغذائي (مادة طازجة، مربى، عصائر) وإنما أيضا من أجل تثمين تجميلي وصيدلي وكذا تثمين طاقي عبر استعمال نواة الكرز لإنتاج الفحم الحيوي، غير أن استعمال التكنولوجيا العالية، يضيف شيمي، يبقى مرتبطا بإحداث وحدات صناعية وتأهيلها مع التفكير في إعداد دلائل متخصصة في تصنيف منتوجات الكرز وتتبع مسارها سواء ما قبل التحويل أو أثناء وبعد التحويل .

وبعد أن استحضر فوائد الكرز وشروط تخزينه وطرق تحويله، تطرق شيمي لشروط تثمين الكرز المتمثلة ، بالخصوص، في احترام معايير التصنيع والتدبير والمعالجة الطبيعية للمخلفات الصناعية من أجل المحافظة على البيئة.

ومن جهته، أبرز أحمد أوقبلي المدير الجهوي للمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية بجهة مكناس تافيلالت، في مداخلة حول “التوجهات التقنية الجديدة لإنشاء بساتين حديثة للكرز”، أن هذه السلسلة التي تدخل ضمن الفواكه التي تواجه عدة إكراهات على مستوى التسويق من قبيل تمركز الإنتاج ومنافسة فواكه أخرى وصعوبة الجني وقلة اليد العاملة المتخصصة في جني هذه الفاكهة، فضلا عن الحجم الكبير لشجرة الكرز.

ودعا أوقبلي إلى إحداث حقول جديدة لأشجار الكرز ذات نضج مبكر، وذلك باستعمال تقنية “حامل الطعم” التي تفضي إلى نمو أشجار ذات حجم صغير تسهل عملية جني هذه الفاكهة وتخفض تكلفتها. وكان المدير الإقليمي للفلاحة بإفران عبد القادر مشهوري، أكد خلال الجلسة الافتتاحية، أن هذا الملتقى أصبح موعدا سنويا مترسخا لكل الباحثين والمهتمين والمتدخلين لتجديد التواصل والوقوف عند آخر المستجدات وتبادل الخبرات للنهوض بسلسلة زراعة حب الملوك، مبرزا أن هذه السلسلة تواجه جملة من المعيقات منها بالخصوص، التنظيم المهني للمنتجين والذي لايزال دون الانتظار وعدم انتظام الإنتاج، فضلا عن غياب وحدات للتعليب والتحويل يمكنها أن تشكل قيمة مضافة تتيح تحسين مداخيل القطاع .

ولمواجهة هذه الإكراهات ، يضيف مشهوري، يتم بلورة برنامج يرمي إلى تنظيم القطاع من خلال إحداث وتفعيل ومواكبة التعاونيات والتجمعات ذات النفع الاقتصادي وتعزيز البحث العلمي في هذا المجال، وكذا تنويع طرق التثمين وتكوين وتأطير المنتجين ، مشيرا في هذا السياق إلى أنه سيتم خلال هذه السنة بناء وحدة للتلفيف بعد أن تم تزويد إحدى التعاونيات بوحدة لتصنيع مربى الكرز.

من جهته، اعتبر ممثل الغرفة الفلاحية لجهة مكناس تافيلالت أن هذا الملتقى يشكل فرصة للتعريف بمؤهلات إقليم إفران وكذا تثمين المنتوجات المحلية خاصة سلسلة الكرز، داعيا إلى تشجيع مختلف المبادرات الرامية إلى تثمين هذه السلسلة عبر خلق وحدات صناعية.

يشار إلى أن المساحة المخصصة لقطاع الكرز على المستوى الوطني تغطي 1600 هكتار بإنتاج سنوي يصل إلى 14 ألف و100 طن.

وحسب معطيات وردت في إحدى العروض المقدمة خلال الندوة الافتتاحية للملتقى، فإن مناطق إنتاج الكرز على المستوى الوطني تتوزع على عين اللوح (إقليم إفران) ب 66 في المائة ، وشفشاون ب 12 في المائة، وأسني (مراكش) ب6,5 في المائة، وخنيفرة 5,6 في المائة، والخميسات ب3 في المائة، وبولمان ب 1,5 في المائة.

 

 

Exit mobile version