في إطار انفتاح مؤسسات الرعاية الصحية الأولية على محيطها المحلي، وسعياً إلى تعزيز مشاركة المواطنات والمواطنين ومكونات المجتمع المدني والمؤسسات العمومية والخاصة في صنع القرار الصحي، شهد شهر أبريل 2025 ميلاد أولى اللجان المحلية للصحة بعدد من المراكز الصحية بجهة فاس مكناس.
وقد شمل هذا التأسيس كلاً من: المركز الصحي الحضري من المستوى الأول بيسلان بمكناس، المركز الصحي القروي من المستوى الثاني أولاد الطيب بفاس، المركز الصحي القروي من المستوى الثاني صنهاجة بصفرو، والمركز الصحي الحضري من المستوى الثاني بتاهلة بإقليم تازة. ويأتي هذا الإجراء في سياق تعزيز دينامية تنموية صحية محلية ترتكز على التشخيص المشترك والتخطيط التشاركي في المجالات المرتبطة بالصحة.
استُهلت الاجتماعات بكلمات ترحيبية، تلتها عروض تقديمية تناولت الوضعية الصحية في الأقاليم المعنية وفي نطاق نفوذ المراكز الصحية المعنية، حيث شكلت هذه العروض أرضية للحوار والنقاش بين مختلف المتدخلين، الذين عبّروا عن التزامهم الجاد والمسؤول للنهوض بصحة الساكنة وتحسين الخدمات الصحية المقدمة على المستوى المحلي.
وقد جرت مراسيم التأسيس بحضور ممثلين عن المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بجهة فاس مكناس، مندوبي وزارة الصحة بالأقاليم الأربعة، رؤساء مصالح شبكة المؤسسات الصحية بكل من تازة، فاس، الحاجب، مكناس وصفرو، إلى جانب أطر ومسؤولي المراكز الصحية المعنية، ممثلي المجتمع المدني، السلطات المحلية والمنتخبين.
وقد تُوّجت هذه اللقاءات بتوقيع ميثاق تأسيس اللجان المحلية للصحة، باعتباره إطاراً مرجعياً لتفعيل المشاركة المجتمعية في تحديد الأولويات الصحية، واقتراح حلول تشاركية لتحسين جودة الخدمات الصحية.
ويأتي هذا الورش في سياق تفعيل مقتضيات القانون الإطار رقم 22-06 المتعلق بالمنظومة الصحية الوطنية، الذي ينص على ضرورة إشراك جميع الفاعلين، من مواطنين ومؤسسات وهيئات مدنية وعمومية وخاصة، في تنفيذ السياسات الصحية، الوقاية من المخاطر، تحسين المؤشرات الصحية، وضمان حق الساكنة في الولوج إلى الرعاية الصحية. كما يهدف إلى التصدي للعوامل الاجتماعية التي قد تشكل عائقاً أمام تحقيق تنمية صحية مستدامة، وذلك تحت إشراف وتوجيه المصالح المركزية والجهوية، في أفق تعميم تجربة اللجان المحلية للصحة على باقي المؤسسات الصحية بالجهة.