شهد حي المرس بمدينة طنجة صباح اليوم حادثة مأساوية راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر، بعد أن تعرض للطعن أثناء محاولته الدفاع عن سيارته من لصّ حاول الاستيلاء عليها.
وفق المعطيات الأولية، كان الضحية قد توقف بسيارته قرب أحد المحلات التجارية لشراء بعض المستلزمات اليومية، لكنه فوجئ عند عودته بمحاولة سحب شخص مجهول لباب السيارة، في محاولة لسرقتها. وعندما حاول الدفاع عن ممتلكاته، سدد له الجاني طعنة قاتلة في العنق، ليفارق الشاب الحياة قبل وصوله إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس، رغم تدخل فرق الإسعاف بسرعة.
المصالح الأمنية انتشرت فورًا في موقع الحادث، حيث باشر عناصر الشرطة القضائية والعلمية جمع الأدلة، تحت إشراف النيابة العامة، في محاولة لتعقب الجاني وتقديمه للعدالة.
حادث طنجة الأخير يعكس بشكل مؤلم تصاعد ظاهرة العنف في الفضاءات العامة، وهو ليس مجرد جريمة فردية، بل مؤشر على خلل اجتماعي أوسع. انتشار السرقة المسلحة يعكس فجوة في الأمان المجتمعي، ويطرح تساؤلات حول دور السلطات الأمنية، وتأثير الفقر والبطالة على الشباب، فضلاً عن ضعف التوعية الاجتماعية حول احترام الممتلكات.
كما أن هذه الحوادث تكشف هشاشة شبكة الحماية الفردية في مواجهة الجريمة، حيث يتحول الدفاع عن النفس أحيانًا إلى مواجهة قاتلة، وهو ما يضع المجتمع أمام تحديات أخلاقية وقانونية في الوقت نفسه.
من هذا المنطلق، يمكن اعتبار مثل هذه الحوادث دعوة صريحة لتعزيز الجهود الوقائية، بدءًا من التربية على القانون والمواطنة، وصولًا إلى تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للشباب، وتكثيف المراقبة الأمنية في المناطق الحساسة، لتجنب تكرار مثل هذه المآسي التي تهز المجتمع بأسره.
