في الوقت الذي يخوض فيه المغرب معارك دبلوماسية وتنموية حقيقية لترسيخ مكانته الإقليمية والدولية، يصرّ بعض من “المنفيين الاختياريين” على لعب أدوار ثانوية رخيصة فوق خشبة مسرحٍ لم يعد يُقنع أحداً. علي المرابط، الذي كان يومًا يُحسب على الصحافة النقدية، انقلب إلى ناشط ظِلّ يخدم أجندات سياسية معادية للوطن تحت غطاء حرية التعبير.
لقد تجاوز الرجل كل الحدود حينما ارتضى لنفسه أن يصبح صدى لتوجهات انفصالية جزائرية الطابع والتمويل، بدل أن يكون ضميرًا حيًّا يسائل السياسات العامة من الداخل. في زمن تُبنى فيه الأوطان برجالٍ أوفياء، اختار المرابط أن يُغذّي صراعات خارجية هدفها الوحيد النيل من الوحدة الوطنية، عبر خريطة مبتورة، أو تصريح مستفز، أو ترويج لأشخاص تافهين حاقدين على المؤسسات.
مشكلة المرابط ليست مع النظام بل مع الوطن. فالرجل لم يعد معارضًا يبحث عن الإصلاح، بل تحول إلى أداة دعائية تقاطع سرديته الإعلامية مع سرديات البوليساريو وأذرعها الإعلامية في الخارج. وحين يصطف المرء إلى جانب انفصاليين يتلقون تعليمات من جنرالات قصر المرادية، فإنّ خط الرجعة بينه وبين الوطن يصبح أقرب إلى الخيانة منه إلى النقد.
السياسة عند المرابط صارت رهينة حسابات شخصية متعفنة، محكومة بحقد دفين ضد مؤسسات لم تنخرط في ترقيته أو تمجيده، فصار الانتقام منها هدفه الأول. من منبرٍ إعلامي إلى منبر عدائي، انتقل علي المرابط من منطق “السلطة الرابعة” إلى خطاب التخوين، والتهجم، والتشويه، والتضليل الممنهج.
لقد أسقط المرابط نفسه سياسيًا، وأثبت أنه ليس أكثر من ورقة مستهلكة تُستعمل عند الحاجة ثم تُرمى. فمتى كان الوطني الصادق يختار التوقيت الخطأ والموقف الخطأ والخصم الخطأ؟ ومتى كان من يعشق بلده يُجمّل صورة الانفصال ويساوي بين دولة ومليشيا مسلحة؟
الجواب واضح: حين يصير الصحفي أجيراً لأجندة، والخلاف الشخصي مشروعًا سياسياً، تصبح الخيانة رأياً، ويصبح الكذب حرية.