Site icon جريدة صفرو بريس

طنجة: 12 سنة سجنا نافذا في حق أب وبيدوفيلي ألماني استغلا طفلة دون الثانية عشرة

أصدرت غرفة الجنح الابتدائية بمحكمة الاستئناف في طنجة، يوم الثلاثاء، حكما قضى بسجن أب ومواطن ألماني مدة 12 سنة سجنا نافذا، بعد إدانتهما بتهم خطيرة تتعلق بالاتجار بالبشر واستدراج قاصر تقل سنها عن 12 سنة، وهتك عرضها بالعنف.

الواقعة الصادمة كشفت عن تورط الأب في تسليم ابنته القاصر إلى رجل ألماني يعاني من ميول بيدوفيلية، مقابل مبالغ مالية، في جريمة لا تمس الضحية فقط، بل تمزق نسيج الثقة داخل الأسرة وتشكل خرقا صارخا لحقوق الطفل وكرامته.

البيدوفيليا: جريمة منظمة ضد الطفولة

البيدوفيليا ليست مجرد انحراف فردي، بل ظاهرة عالمية منظمة تهدد سلامة الأطفال في كل مكان. وغالبا ما تستغل شبكات الاتجار بالبشر ضعف الأسر، والفقر، وانعدام الوعي، لاستدراج الضحايا عبر وعود كاذبة أو مبالغ مالية، لتصبح القاصر فريسة سهلة لمجرمين لا يرحمون.

وتشير تقارير دولية إلى أن آلاف الأطفال حول العالم يقعون سنويا ضحايا للاستغلال الجنسي، سواء عبر الإنترنت أو في إطار علاقات مباشرة، وغالبا ما يكون الجناة من محيط الضحية أو من أشخاص يوهمون الأهل بحسن النوايا.

المجتمع مسؤول.. والحماية واجب جماعي

هذه الجريمة التي وقعت في طنجة يجب أن تكون جرس إنذار لكل فرد في المجتمع. فحماية الطفل ليست مسؤولية الأسرة وحدها، بل مسؤولية جماعية تشمل المدرسة، الجيران، وسائل الإعلام، والمؤسسات الأمنية والقضائية.

ومن الضروري تعزيز آليات الكشف المبكر عن حالات الاستغلال، وتوفير خطوط ساخنة للإبلاغ، وتكثيف الحملات التوعوية التي تشرح للآباء مخاطر التواصل مع أجانب عبر الإنترنت، أو تسليم أطفالهم لأشخاص غير موثوقين تحت أي ذريعة.

العدالة تنتصر.. لكن الوقاية أهم

رغم أن الحكم القضائي الصارم يمثل انتصارا للعدالة ورسالة ردع لكل من تسول له نفسه المساس ببراءة الأطفال، إلا أن الوقاية تبقى السلاح الأقوى لمواجهة هذه الجرائم.

فالطفل ليس ملكا لأحد، بل أمانة يجب الحفاظ عليها. وكل ثانية من طفولته يجب أن تمر في أمان، بعيدا عن الخوف، والاستغلال، والانتهاك.

Exit mobile version