المغرب

طاحت الصمعة علقو الحجام بنكيران شماعة العجز وصمت مريب عن الجلاد الحقيقي

اثار تصريح عبد الاله بنكيران الاخير حول المرأة موجة غضب واسعة لم تقتصر على بعض الجمعيات النسائية بل امتدت لتشمل مسؤولين وبرلمانيين وجدوا في كلماته فرصة للهروب الى الامام وتعليق فشلهم على شماعة الرجل نفسه الذي طالما اختلفوا معه.

من الغريب ان نسمع بعض النواب يردون على بنكيران بعبارات من قبيل اذهب للحج وابتعد عن المرأة في استخفاف واضح بركن من اركان الاسلام وتبخيس لمعاني التدين بدل مناقشة جوهر القضية الاجتماعية التي اثارتها تصريحاته هذا السلوك يكشف ان بعض المسؤولين لا ينتظرون سوى اي كلمة من بنكيران لشن هجوم اعلامي وسياسي يبعد الانظار عن عجزهم التام في مواجهة المعضلات الحقيقية التي تعاني منها المرأة والرجل على حد سواء.

ففي الوقت الذي تشتغل فيه نساء في قطاع النظافة باجور تقل عن الف وخمس مئة درهم وفي الوقت الذي تموت فيه نساء القرى بسبب غياب طبيب او طريق معبدة وفي الوقت الذي تتكدس فيه الاستاذات في مدارس نائية دون شروط كريمة للعمل يصمت الجميع ولا يتحرك لا برلماني ولا جمعية حين تنقل النساء في شاحنات مهترئة نحو الضيعات الفلاحية دون تامين او حماية لا نرى اي مداخلة ساخنة في قبة البرلمان ولا اي خرجة اعلامية غاضبة من جمعيات ترفع شعارات الحرية والمساواة.

لكن ما ان يتحدث بنكيران حتى تنفجر البلاغات وتنتفض التصريحات المرأة المغربية لا تنتظر خطابات ايديولوجية فارغة بل تنتظر انصافا حقيقيا وكرامة مهنية وعدالة اجتماعية تشملها وتشمل اخاها الرجل لان المعاناة مشتركة والازمة بنيوية تمس الاسرة باكملها فالمطلوب ليس اصطياد العبارات ولا تصفية الحسابات بل فتح نقاش جاد حول السياسات العمومية التي فشلت في حماية النساء في العالم القروي والاحياء الشعبية ومناطق الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية.

بنكيران ليس هو من يستغل النساء باجور مذلة وليس هو من اهمل البنية الصحية في الجبال وليس هو من اغرق النساء في دوامة العمل غير المهيكل بل هو مجرد هدف سهل في مشهد سياسي يبحث عن مشجب لتعليق الفشل وهكذا تستمر المسرحية نفس الوجوه نفس الاتهامات بينما تتعمق معاناة المرأة المغربية ويستمر التهرب من المسؤولية الحقيقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى