Site icon جريدة صفرو بريس

صفرو : هذه خطبة الجمعة بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال بمسجد عمر بن الخطاب بحي سيدي بومدين

بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال المجيد أدى خطيب الجمعة عبد المالك ربيحو خطبة ارتأت إدارة جريدة صفروبريس أن تشاركها مع متتبعيها لأهمية مضمونها الذي يحث على حب الوطن وهي كالتالي :
الحمد لله الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن اراد ان يذكر او اراد شكورا نحمده سبحانه وتعلى ونشكره ،ونستهديه ونستغفره ،ونشهد انه الله الذي لا الاه غيره، القائل لرسوله سيدنا محمدصلى الله عليه وسلم{ فذكرانما انت مذكر}ونشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، المبعوث رحمة للعالمين، صلى الله عليه وسلم وعلى ءاله وصحابته والتابعين ،الذين كانوا يعرفون لاهل الفضل فضلهم، ثم يوفونهم حقوقهم،
أما بعد:
ايها الناس ،اوصيكم ونفسي اولا بتقوى الله وطاعته ،فمن يطع الله ورسوله فقدرشد واهتدى ،ومن يعص الله ورسوله فقدضل وغوى:عبادالله :
إن حب الوطن امر فطري في الإنسان ،وهو من افضل الخصال، وأحد اوصاف اهل الكمال، ولذلك جاءت نصوص الشرع كتابا وسنة متظافرة على ان حب الوطن من سليم الفطرة، وأنه معروف في سير الأنبياء و الرسل عليهم الصلاة والسلام ،فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب وطنه مكة حبا عظيما ،لانها محل مولده ونشاته ومسقط راسه عليه الصلاة والسلام ،
وليس امر المواطنة والوطنية أيها المسلمون ، إلا من مقتضيات هذه الفطرة السليمة، والسنة النبوية القويمة ،
اذ ليست الوطنية إلا غيرة دينية شرعية، تستلزم الدفاع والمقاومة ،عن حرمة الوطن وحوزته، لحماية الانفس والاعراض، والحرص على المال العام ،
ان الوطنية الصادقة، والانتماء الحقيقي للوطن ،لا يقتصر على المشاعر والاحاسيس فقط، بل يتجلى في الاقوال والافعال، يتجلى في الدفاع عن المقدسات والارض والعرض ،
فالوطني الصادق هوالذي يسهم في تطور وطنه، وبناء حضارته وتقدمه ، ويحافظ على امنه واستقراره ،ويسترخص الغالي والنفيس لإعلاء شأ نه وشأن اهله ،
أيها المسلمون :
ولما كان الوطن بهذه المنزلة الرفيعة في الاسلام ، وله هذه القيمة المتميزة في قلوب من ولد ونشا وترعرع فيه من المسلمين ، :اتفق الفقهاء رحمهم الله على ان العدو اذا دخل دار اٌلإسلام معتديا ومستعمرا إياها ،ومستغلا ثرواتها وخيراتها ، يكون قتاله وجهاده فرض عين على كل مسلم، شريطة ان يأذن بذلك ولي الأمر،
ويكون الاقدام على الاستشهاد من اجل تحريره و استقلاله جهاد مقدس ،وعمل مشروع ،
ويكون جزاء هذا الاستشهاد جنة عرضها السماوات والارض ،
ايها المسلمون: إن الأحداث الوطنية، والأيام التي جرت فيها ، والرجال الذين كانوا من ورائها ،لا يعد في شيء تغنيا بالماضي، وافتخارا بالأجداد، بل يعتبر شرعا من باب الاستجابة لأمر الله، والتذكير بالائه، والقيام بواجب شكره على نعمه،
فقد قال سبحانه وتعلى لكليمه موسى عليه السلام {وذكرهم بأيام الله ان في ذلك لآيات لكل صبار شكور}
وأمر سبحانه وتعلى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بقوله :{وذكر فان الذكرى تنفع المومنين}
وفي الحديث الصحيح عن ابي بن كعب رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :بينما موسى عليه السلام في قومه يذكرهم بأ يام الله ،وايام الله بلا ؤه ونعماؤه الخ
ولقد سجل التاريخ في اليوم الثامن عشر من شهر نونبر سنة {ستة وخمسين وتسع مائة والف }( 1956) الفخر والمجد لأولائك الابطال الافذاذ الذين جاهدو وقاومو الاستعمار وبذلو كل غال ونفيس لكي يبقى هذا الوطن حرا عزيزا،
ايهاالمسلمون:ان ذكرى عيدالاستقلال المجيد لتعد من اعظم الذكريات الوطنية،
لأنها ذكرى العزة والكرامة ،
ذكرى العودة والانبعاث ،
ذكرى الحرية والاستقلال،
ذكرى التضحية والسيادة ،
ذكرى الجهادوالمقاومة ،
انها ذكرى منقوشة في نفس وذاكرة المغاربة ،قام بها الشعب المغربي الابي، بقيادة ملكه الراحل جلالة المغفور له الملك محمد الخا مس طيب الله ثراه، وانتفض انتفاضة المجاهدين الأحرار، وثار وحمل السلاح في وجه المستعمر،وقاومه وجاهده بكل صمود وثبا ت، وضحى بكل غال ونفيس، وتصدى له بكل ما في الكلمة من معنى ، بعدما استخف المحتل باسلوب الاقناع والحوار،واستهان باسلوب العقل والمنطق،واستمر وتمادى في الغطرسة والظلم والطغيان والتنكرلحق المغرب في سيادته على ارضه والتمتع بحريته واستقلاله ،
وذلك ما جعله يدرك ويتحقق انه لم يبق له امل في الاستقرار بالمغرب عن طريق الحماية والاستعمار ،فخضع واستسلم واستجاب لاسلوب الحوار، وارجاع الحق المشروع الى اهله، واعطاءالمغرب ما يطلبه من الحرية والاستقلال ، فحقق الله لشعبنا المغربي وعده بالنصر والتمكين، مصداقا لقوله تعلى{ وكان حقا علينا نصرالمومنين }
وبعدجلالة المغفورله الملك محمدالخامس طيب الله ثراه، اخذ زمام الامور جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني اسكنه الله فسيح جناته، فكان نعم الوارث ونعم الخلف، فنهج نهج ابيه وسلك طريقه ،فحقق الله على يديه الكثير من الانجازات في جميع الميادين ،السياسية ، والاقتصادية ، والتجارية ،والفلاحية ،حتى صارالمغرب ينعم بنعمة الامن والاستقرا ،روالتقدم والازدهار ،
وبعده اعتلى صاحب الجلالة الملك محمدالسادس نصره الله عرش اسلافه المنعمين،فكا نت سنواته كلها سنوات اصلاح وبناء وتشييد فعرفت البلاد خلالها اضخم واعظم الاوراش منذاستقلالها فنعمت بمختلف الاشغال الأساسية ، من طرق معبدة، ومدارس ومعاهد، ومستشفيات ومستوصفات ،وماء شروب وكهرباء في المدن والقرى وتخوم الجبال ،فاللهم اجعلنا لنعمك شاكرين ولوطننا واهلنا حا مين ولعروة بيعتنا لأميرالمومنين حافظين ،وعلى صراطك المستقيم سا ئرين غير مبدلين ولا مغيرين ، نفعني الله …………..الخ
الخطبة الثانية :
الحمدلله الجواد الكريم ،العزيز الحكيم ،بيده الخيرواليه المصير وهو على كل شي ءقدير،
أ ما بعد ،فيا يها المومنون ،
ان الاستقلال في لغة العرب يعني السير والمشي المعتدل المستقر، ويتضمن معنى الارتفاع والعلو، يقال استقل الطائر في طيرانه: اي نهض للطيران وارتفع في الهواء، واستقلت الشمس في السماء، ارتفعت وتعالت ،
وهو امر مركوز في نفس الفرد والجماعة ، اكده شرعنا وأ مربه ربنا ،فقال عزمن قائل :{ولن يجعل الله للكفرين على المومنين سبيلا} سورة النساء
وقال جل وعلا:{وان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون }سورة الانبياء
ولما قالت اليهود: انظرو الى محمد ،إنه يصلي الى قبلتنا (بيت المقدس)ويدين بغير ديننا، أخذ النبي صلى الله عليه وسلم يرنوا إلى الاستقلال عن تبعيتهم وجعل يقلب نظره الى السماء ،فنزل القرءان يحقق له هذه الاستقلالية فقال عزمن قائل : {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام } سورة البقرة 
وحذرالنبي صلى الله عليه وسلم المسلمين من التبعية المطلقة، التبعية العمياء ،المخالفة لديننا ولأعرافنا ولهويتنا وعروبتنا فقال:لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلو جحر ضب لاتبعتموهم متفق عليه ،
ولقد فطن الملك الراحل محمد الخامس طيب الله ثراه الى هذا المعنى فقال قولته الشهيرة{ لقدرجعنا من الجهاد الاصغرالى الجهادالاكبر}
نعم 
فالاستقلال الحقيقي :هو ان نضع ايدينا في يداميرنا ونتماسكا ونتعاونا ونتسلحا بقوة البناء والتحدي، والاصرارعلى الانجاز وتجاوز المصاعب ،وان نتفا نا جميعا في خدمة الوطن التي سا لت من اجل استقلاله دماءاجدادنا الزكية ،
الاستقلال الحقيقي: هو التحررمن القيود الاستعمارية ، فكرية كانت او افتصادية اوسياسية ،
الاستقلال الحقيقي:هو أن نكون يدا واحدة، لا تفرق

Exit mobile version